لم يكتف جيش الأسد بالأزمة الإنسانية الطاحنة التي يعاني منها سكان معضمية الشام المحاصرة منذ عدة شهور، حيث يفتقدون الغذاء والدواء والكهرباء ووسائل الاتصالات، حيث قصفت راجمات النظام البلدة. وقال المركز الإعلامي السوري إن الجيش كثف من قصفه المدفعي، وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على الجبهة الغربية للمدينة ذاتها، بينما تجدد القصف على أحياء في دمشق، وأعلنت قوات المعارضة استهداف عدد من النقاط وأسر العشرات من جنود بشار الأسد.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن مدينة معضمية الشام تشهد استمراراً للحملة العسكرية المستمرة لليوم الرابع على التوالي، حيث تحاول قوات النظام، مدعومة بعناصر حزب الله ومليشيات لواء أبي الفضل العباس اقتحام البلدة من الجهتين الشمالية والغربية. وأضاف المجلس أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا خلال هذه الاشتباكات من صد هجوم قوات النظام، وإلحاق أضرار بها في الأرواح والمعدات، كما تمكنوا من السيطرة على معملين كانت قوات النظام تتمركز داخلهما في الجهة الشمالية الغربية للبلدة.
وفي ريف دمشق أيضاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي شن غارتين على المنطقة المحيطة بمجمع تاميكو في بلدة المليحة، وقصف أحياء الغوطة الشرقية وبلدة كفر بطنا. وكان الثوار قد تمكنوا من السيطرة على الحاجز، قبل أن يسيطروا الأحد الماضي على معمل تاميكو للأدوية الذي كان عبارة عن موقع عسكري مهم لجنود النظام. وأشار المرصد أن السيطرة على الحاجز قد تجعل من مدينة جرمانا التي تعتبر أحد أماكن ثقل النظام مكشوفة أمام مقاتلي المعارضة. وفي بلدة الجسرين سقط عدد كبير من المدنيين جرحى بعد استهدافهم في قصف على الأحياء السكنية.
وفي جنوب العاصمة، أعلن مجلس قيادة الثورة السورية أن الثوار تمكنوا من أسر العشرات من قوات النظام، وسط تواصل القصف اليومي على مخيم اليرموك والعسالي والقدم. كما استمرت القوات الحكومية في قصف أحياء القابون وبرزة وجوبر. وأضاف المجلس أن مقاتلي الجيش الحر استهدفوا مقرات "الشبيحة" في حي تشرين، كما تصدوا لقوات النظام في حيي جوبر وبرزة.
وتأتي تلك التطورات في الوقت الذي يستمر فيه الحصار والتشديد الذي تفرضه قوات الأسد على بلدة قدسيا منذ عيد الأضحى، حيث تمنع إدخال المواد الغذائية والأدوية، وسط حالة من الهلع والترقب بين الأهالي، خوفاً من أن يلحقهم مصير المدنيين المحاصرين منذ عدة أشهر في بلدة معضمية الشام.
في سياق متصل أكدت لجان التنسيق الفرعية أن قصف قوات النظام لريف حلب أول من أمس أدى إلى مقتل 15 شخصاً بينهم أطفال، قتلوا في غارات استخدمت فيها براميل متفجرة على مخيم الفستق بالقرب من قرية تريدم شمال بلدة السفيرة بريف حلب. وأضافت اللجان أن قوات النظام التي تحاول اقتحام السفيرة قصفت البلدة بقنابل فراغية، كما استهدفتها بقصف مدفعي من جبال الواحة القريبة منها. وبدورها تحدثت شبكة شام عن جرح مدنيين بينهم أطفال في قصف بالبراميل المتفجرة استهدف قرية الصبيحية شمال شرق السفيرة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قد وثقت أمس الثلاثاء مقتل 62 شخصا في محافظات سورية مختلفة، بينهم 8 أطفال وسيدتان بالإضافة لمقتل شخص تحت التعذيب.