حينما تكون مسافراً أو منتظراً رحلتك القادمة في صالة مغادرة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، سيشدك شئت أم أبيت، ذلك المنظر البانورامي، للحجيج وهم ينزلون من حافلاتهم متجهين صوب إحدى الصالات التي خصصت لهم ضمن خلية عمل يقوم بها موظفو العمليات الأرضية في المطار.
فرغم انشغال الحجيج بترتيب أوضاع سفرهم، والتي يحصل فيها غالباً ارتباك في المطارات نظراً للازدحام إلا أن عبدالرحمن يخفف من وطأة تلك “الربكة”، بابتسامته وتعامله اللطيف، حتى أضحى رواية أو مطلباً يدخل ضمن إطار “لمن يهمه الأمر”، من ضيوف الرحمن، فالحاج يونس أزميك مترجم إحدى حملات الحج التركية، والذي كان يهم برحلته الأخيرة من الديار السعودية إلى موطنه إسطنبول، يقول عن عبدالرحمن : “إنه شخصية محبوبة يحاول أن يزيل عنك هموم التعب عبر التعامل اللطيف والهادي”.
موظف العمليات الأرضية عبدالرحمن كان سبباً رئيسياً في جمع المترجم التركي يونس بصديق عمره السعودي ياسر الأنصاري، الذي لم يلتق به منذ سنوات غير قليلة، عبر سعيه الإنساني لذلك اللقاء الذي تم على مسمع ومشهد الحجاج الذي قدروا لعبدالرحمن هذا الأمر، حتى قال الأنصاري وأزميك في لحظة واحدة “لن ننسى هذا الفضل لك”، فيما قدم له الحاج التركي دعوة مفتوحة لزيارته في موطنه.