الطلقات النارية التي انطلقت من وسط العوامية لم تكن موجهة إلى رجلي الأمن: "الشهيدين نايف خبراني، ودليح مجرشي" فقط، بل كانت موجهة إلى جبين الوطن بأكمله في تطور خطير يثبت أن بيننا من لا يستحق شرف حمل الجنسية السعودية، لأنه يتصرف طبقا لإملاءات ومواقف خارج حدود الوطن، وهذا يشكل أبشع درجات الخيانة وأكثرها دناءة وانحطاطا.

الاعتداءات المتكررة التي ذهب ضحيتها عدد من الشهداء من رجال الأمن في مدينة العوامية في الفترة الأخيرة، تثبت أن الإرهاب ليس له دين ولا مذهـب، وأنـه يجب التعامل معه بحزم وبنفس الطريقة التي تم التعامل بها مع المتطرفين من أتباع "القاعدة"، وبنـفس المنهج الذي تميزت به حكومة المملكة العربية السعودية التي لا تحمّل وازرة وزر أخرى.

فالحزم مع الجماعات والعصابات الموجودة في العوامية، التي تتربص برجال الأمن أصبح مطلبا شعبيا، على أن يبقى محصورا في التعامل مع الموقف ومع المجرمين الذين اختاروا طريق الإرهاب والغدر والقتل، وعليهم أن يدركوا أنهم يخوضون معركة خاسرة، لأن الوطن الذي أنجب الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن الوطن، أنجب الملايين من الرجال المستعدين لتقديم أرواحهم دفاعا عن وحدته واستقراره، ولن يتوقف عن إنجاب المزيد الذين يشكلون سدا منيعا أمام الإرهابيين والمتآمرين ويجعلونهم يسيرون في طريق مسدود.

هولاء الإرهابيون الذين قرروا استخدام السلاح لمحاربة الدولة التي وفرت لهم الأمن، وضمنت لهم حرية المعتقد، ولم تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حالهم في ذلك حال جميع المواطنين في كافة أرجاء الوطن، عليهم أن يعلموا أن قتل رجال الأمن تصعيد خطير لن نتسامح معه ببساطة. فمتى يدرك هؤلاء أن استفزاز الغالبية السنية العظمى من سكان المملكة العربية السعودية يعد تصرفا أحمق له عواقب كارثية، وأن الغالبية الساحقة من المجتمع السعودي لن يسمحوا بتهديد أمن وطنهم والعبث به وأن صبرهم سوف ينفد ذات يوم، وأن هذه الأعمال سوف ينتج عنها تكاتف أكثر وتأييد كامل للدولة ولرجال الأمن.

الصامتون من أهلنا أتباع المذهب الشيعي على قتل رجال الأمن بدم بارد، لن يقبل منهم الوقوف على الحياد هذه المرة، وننتظر منهم إدانة واضحة وصريحة لقتل رجال الأمن الذين يمثلون الدولة التي تقوم بحفظ الأمن للجميع دون تفريق، الدولة التي لم تضع المذهب شرطا للتوظيف أو الدراسة أو الابتعاث أو الحصول على السكن أو القروض. متى يتوقف أتباع المذهب الشيعي عن المزيد من تحريض أبنائهم على تكريس عقيدة الكره المبني على وساوس وأوهام وتفسير كل أمر من منظور طائفي بحت. متى يتوقف هؤلاء عن الشحن الطائفي وتكريس المظلومية والكره واستثارة عواطف الشباب والمراهقين من أبنائهم التي تؤدي إلى المزيد من الانفعالات وتكون سببا في تكريس روح العداء للمجتمع الذي يعيشون فيه. الاستمرار في تكريس روح العداء بين شباب الشيعة ضد وطنهم لا بد أن يقود إلى تفكير غير عقلاني ويؤدي إلى عدم إحساس هؤلاء الشباب بالمسؤولية تجاه وطنهم ويؤدي في نهاية المطاف إلى الصدام مع المجتمع كما هو الحال في العوامية، وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم.