الاعتداء على رجل بمنزلة معلم، يقارَنُ كثيرا مع من يعتدي على أي مُربٍ كان أبا أو أخا.. لما في ذلك من "قلة" كبيرة للأدب الذي يُفترض أن يشتمل على مبدأ احترام الأكبر سنا، فضلا عن وجوب الاحترام للمكانة الوظيفية الخاصة بالمعلم.. المُربي!

في المناهج.. لا أعتقدُ أن هناك وعيا بمدى تثقيف الطالب - والطالبة أيضا - وفق مبادئ تعليمية خالصة؛ كي يُدرك هذا الجيل - الراهن - أن من أمامه، هو معلمه الذي يشقى من أجل تعليمه وتربيته، عطفا على أن ما يقوم به ـ بغض النظر عن عمله ـ هو أمانة عظيمة تستوجب على طلاب هذا العصر الحديث فهم ما معنى "مُعلم"! وأن تفهم إدارات المدارس أنه لولا هذا المعلم لما أنشئت المدرسة بأكملها.. فنحن لا نتحدث عن "هوامش" إدارية أو عملية.. نحن نكتب ونتكلم عن معلم، لا عن دهّان أو سبّاك، مع احترامي الكبير للدهان والسباك. على أية حال.. لا أفهم سببا عظيما.. يدعو طالبا ما لطعن أو ضرب، أو في أقل الأحوال "شتم" واحد من أعضاء المنظومة التربوية في أصلها، قبل أن تصبح جزءا من وتيرة التعليم الأساسية في المدرسة والمعهد والجامعة وغيرها من مؤسسات التعليم العام أو العالي.. لذا، ينبغي قبل معرفة هذا السبب: أن نقول للطالب - المُعتدي - هذا معلمك، الذي من واجبه أن يربيك، وأن يُربي أقرانك!

ويُقال إن التربية تبدأ من المنزل أولا، ثم بعد ذلك يأتي دور المدرسة، كمنزل ثان، إلا أن مثل هذه العبارات - القديمة - لم تعد مجدية في وقت أصبح الطالب يحترم ويقدّر "الآيفون" الذي بحوزته أكثر من مجرد "ورق" في شكل منهج. لذلك.. من أين يفرد بعض من الطلاب عضلاتهم، على من أؤتمنوا عليهم؟ وأرجوكم، فلا تقولوا إن ثمة "نفسية" متبلدة، تدفع البعض من طلاب هذا الجيل لممارسة هذه العنجهية التي لم نعرفها في السابق، نحن جيل الثمانينات والتسعينات الميلادية، لذا هل الخلل في الألفية الثالثة مثلا؟ هل تردي القيم والأخلاق سبب لهذا العنف من طالب لمعلمه؟ هل غلاء الأسعار، وارتفاع أسعار مواد البناء.. له تأثيره النفسي على طالب في المرحلة المتوسطة، مما يدفعه إلى ضرب أحد المعلمين بـ "فأس" ليرديه مصابا في العناية المُركزة؟ فقط نريد أن نفهم.