الزميل الإذاعي القدير "سلامة الزيد" أحد المناضلين الذين ما يزالون يكافحون عبر موجات الأثير.. قليلون هم متابعو "الراديو"، لكن كثيرين يعرفونه.. لم يكن صوت "سلامة" هو وسيلته نحو قلوب الناس.. لم تعد الأصوات الرخيمة وسيلة عشق وارتباط، ولم تعد الأذن "تعشق قبل العين أحيانا".. إنها الرسائل ذات المضامين المهمة التي يقدمها عبر برامجه خلال سنوات.. بقي "سلامة"، وبقيت برامجه التي يقدمها إحدى العلامات الفارقة في الإذاعة السعودية - دون انتقاص من البقية - جاءت طفرة الـ(FM).. خرجت علينا برامج كثيرة.. أصوات كثيرة.. كثير منها مض دون أن يبقى في الذاكرة..

أنا لا أضع البرامج والأصوات في سلة واحدة.. هناك أسماء لامعة وأقدرها، ولا يتسع المجال لذكرها.. أتحدث عن أصوات أخرى جديدة لا تقول شيئاً.. تملأ ساعات البث الطويلة.. برامج مدتها ثلاث ساعات - لك أن تتخيل! - لكنها تعاني ضعف المضمون.. تعيش على ما يقوله المستمعون.. دون ذلك لا يمكن لك أن تسمع شيئاً.. سوى ضحكات مريبة، ومزاح على الهواء.. هذا عدا الفواصل الموسيقية والأغاني التي تملأ ساعات البرنامج.. هل الإذاعات الجديدة خاصة بعمر معين أم هي لكل الأعمار؟!

أتحدث من تجربة إذاعية أعتز بها في مشواري الإعلامي.. البرنامج الذي ليس له رسالة لا يمكن له النجاح أو حتى الاستمرار.. ولذلك تجد كثيرا من البرامج تختفي بمجرد الإعلان عن دورة إذاعية برامجية جديدة.. حينما تقول شيئاً ذا قيمة ستجد من يستمع لك، ويتفاعل معك!

الزميلة القديرة "ناهد باشطح" أشارت إلى برنامج إذاعي جميل اسمه "هاشتاق".. وهو برنامج تقدمه إذاعة "صوت الخليج".. أذكر حينما استمعت له أول مرة ظننت الذي يتحدث في البرنامج أخصائياً اجتماعياً - لا أبالغ - بعد مضي دقائق قلت "هو خبير نفسي".. اكتشفت أنه المذيع واسمه "مشاري".. بعد قليل تحدثت امرأة عن مواقع التواصل الاجتماعي.. لابد أنها ضيفة البرنامج.. ربما تكون خبيرة في مجال التواصل الاجتماعي - هكذا قلت - كانت تمتلك خبرة وثقافة عالية.. اكتشفت أنها مقدمة أخرى للبرنامج واسمها "ليلى"!

هذا سر من أسرار التميز.. أن تمتلك شيئاً غير الصوت الرخيم والضحكة الرنانة.. لتقوله لنا!