التقى موفد الأمم المتحدة الخاص لسورية الأخضر الإبراهيمي بالقاهرة أمس وزير الخارجية نبيل فهمي، على أن يلتقي اليوم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وذلك في أول محطة من جولة إقليمية ترمي إلى الإعداد لمؤتمر دولي للسلام حول سورية. وسيتوجه الإبراهيمي بعد ذلك الى دمشق وطهران، بحسب المتحدثة باسمه خولة مطر.
وقال فهمي في تصريحات مشتركة عقب مباحثاته مع الإبراهيمي إنه بحث الوضع في سورية وما يتم حاليا من جهد للإعداد لمؤتمر (جنيف 2)، المتوقع عقده في أواخر نوفمير المقبل. وأوضح أن الهدف المصري هو تمكين الشعب السوري من خلال عمل سياسي بعيدا عن العنف من أي طرف من تحقيق أهدافه في الحفاظ على وحدة سورية.
وبدوره بيّن الإبراهيمي أن هناك جهدا حثيثا من قبل جهات مختلفة على المستوى الدولي والإقليمي لعقد (جنيف 2) الذي يعد وحده القادر على إنهاء الأزمة. وحول كيفية تخطي العقبات لعقد هذا المؤتمر، أوضح أن (جنيف 2) يتم لتنفيذ الاتفاق في (جنيف 1)، وهناك عناصر كافية إذا تم تنفيذها فإنها كانت ستنهي هذه الحرب وهذا الكابوس. وعما يتم فعله لتحسين الأجواء قبل (جنيف 2)، أشار إلى أن حضور المؤتمر سيتم بدون شروط مسبقة، وأن كل طرف سيقول في المؤتمر كل ما يريده.
وتاتي جولة الإبراهيمي قبل أيام من عقد اجتماع في لندن لـ"مجموعة أصدقاء سورية" الذي سيتناول أيضا مؤتمر جنيف 2.
وفي موازاة هذه التطورات، تستمر عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وبث التلفزيون الرسمي السوري ليل الجمعة لقطات مصورة تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة بتفكيك وإتلاف تجهيزات في مواقع لإنتاج هذه الأسلحة وتخزينها.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا، أن البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للإنتاج والتخزين، من أصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها.
واعتبرت موسكو أمس أن اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنقل مخزون الأسلحة الكيميائية السورية "في سفينة إلى خارج المنطقة" لتدميره بشكل آمن، "سابق لأوانه". وكان كيري صرح الخميس بأن مخزون الأسلحة الكيميائية يمكن نقله "في سفينة إلى خارج المنطقة" لتدميره بشكل آمن. لكنه لم يعط توضيحات بشأن عملية بالغة التعقيد تقنيا خصوصا أنها تجري في بلد يشهد نزاعا مسلحا.
وردت الوزارة الروسية أمس بـ"أن الخبراء يدرسون خيارات ووسائل تقنية مختلفة لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية، بما في ذلك خارج سورية". وأضافت "أن هذا العمل لم ينته بعد، وبرأينا فإنه من السابق لأوانه التحدث عن أي وسيلة معينة".
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي وصل مفتشوها في الأول من أكتوبر الجاري إلى سورية أنها تحققت من حوالي نصف المواقع المتوجب تدميرها بحلول منتصف العام 2014.
وتقررت هذه المهمة على أثر اتفاق روسي أميركي تم التوصل إليه في 14 سبتمبر الماضي فيما كانت الولايات المتحدة تهدد بتوجيه ضربة عسكرية إلى دمشق بعد هجوم كيميائي بريف دمشق اتهمت به النظام في 21 أغسطس الماضي.