تزامنا مع موسم الحج كل عام، يأتي ذكر المملكة العربية السعودية لدى جميع مسلمي العالم كبقعة غالية تحتضن الحرمين الشريفين، وتعمل حكومتها الرشيدة على راحة وخدمة ضيوف الرحمن لتأدية مناسك الحج في مناخ روحاني مستقر وآمن.
وحسب تقارير سياسية، فإنه بعد تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - لم تقتصر مسؤوليات المملكة على خدمة الحجيج ورعاية الحرمين الشريفين فقط، وإنما امتدت لمسؤوليات جسام تجاه أبناء الأمة العربية والإسلامية، وتجاه المجتمع الإنساني، انطلاقاً من النهج الإسلامي القويم الذي يحث على خدمة الإسلام ودعم التضامن العربي الإسلامي.
فقد كانت للمملكة إسهامات كبيرة في تأسيس 4 منظمات سياسية إقليمية وعربية وإسلامية ودولية، هي منظمة التعاون الإسلامي عام 1389، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1401، كما كانت المملكة إحدى الدول العربية الـ"7" التي أسست جامعة الدول العربية عام 1364، ومن الدول الـ"51" المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة عام 1364، علاوة على دعمها لمواثيق هذه المنظمات مادياًّ ومعنويا وتطوير مؤسساتها وأنشطتها المتعددة والرقي بها.
وحرصت المملكة على المشاركة بدور مؤثر في تأسيس أهم المنظمات العالمية والإقليمية ودعمها، حيث بدأت المساعدات والمعونات وأشكال الإغاثة مع قيام الدولة السعودية، حين أرسى الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قواعد العمل الإنساني في مساعدة المحتاجين في وقت كانت فيه المملكة محدودة الإمكانات وفي ظل احتياجات ضخمة لتأسيس قواعد الدولة.
وتوالت إسهامات المملكة، حيث ساهمت في إنشاء رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في عام 1381، وكذلك تأسيس منظمة التعاون الإسلامي في عام 1392 لتكون منظمة دولية حكومية إسلامية، هدفها تعزيز التضامن الإسلامي والتعاون المشترك في جميع المجالات بين الدول الأعضاء.
ورأت المملكة أهمية إنشاء جهاز مختص بخدمة قضايا التنمية الدولية ومساعدة الدول النامية، لا سيما الدول الإسلامية، حيث تم في عام 1394 إنشاء الصندوق السعودي للتنمية، ليبدأ أعماله في شهر صفر عام 1395، بتقديم قروض ميسرة للإسهام في تمويل مشروعات تلك الدول، وصلت إلى الآن لمليارات الريالات.
ولم تكتف المملكة بتقديم يد العون للأشقاء العرب بل امتد عونها إلى جميع المسلمين في العالم، حيث قام الصندوق السعودي للتنمية بدور كبير في مد يد العون للدول النامية وزاد من مساعداته.
وأشارت التقارير إلى الدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تجاه القضايا المعاصرة ومساهمته واهتمامه بها، فعلى الصعيد الإسلامي لقيت قضايا الأمة الإسلامية وتطوراتها النصيب الأكبر من اهتمامه وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فقد حرصت المملكة على تقديم الدعم المتواصل للفلسطينيين، وتبنت قضية القدس ووقفت بكل صلابة في مواجهة المؤامرات الصهيونية ضد تلك المدينة عن اقتناع راسخ بأن القدس هي صلب القضية الفلسطينية.
وفي ذات السياق، قالت التقارير إن العالم يثمن لخادم الحرمين الشريفين المبادرات الإنسانية التي يقوم بها لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وعلاج المرضى وإغاثة المنكوبين في النوازل والكوارث، والعمل المتواصل والدؤوب لدعم العمل الإسلامي المشترك، وتعزيز أواصر التضامن والتعاون بين شعوب الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.
وفي جانب آخر من جوانب الاهتمام بالإسلام والمسلمين، عناية المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، حيث أنفقت حكومة المملكة خلال السنوات الأخيرة أكثر من 70 مليارا على المدينتين المقدستين.
كما جاء فوز الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام تتويجاً للدور الذي يقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان.