خالد ساعد أبو ذراع
..وتجدد اللقاء، هناك - في أشرف البقاع - تراهم العين أفواجاً متجهين من مشارق الأرض ومغاربها صوب "بلاد الحرمين".
في قلب "مكة المكرمة" وفي قلب الزحام، علا صوت الحجيج بذكر الله، وصاحبتهم السكينة والخشوع، وهم يمنون النفس بالفوز بالأجر والعتق من النار.
حقاً ما أجملها من إطلالة، وما أصدقها من مشاعر، وما أندرها من لحظات، وما أروعه من منظر يتخلله البياض الناصع الذي يوحي للعالم قاطبة بأن هذا الجمع الكل فيه سواسية، والكل فيه يطلب من الله العفو والغفران.
إن تلك الجموع الملبية لا شك أنهم اعتنوا كثيراً بالوصول إلى المناسك، ودفعوا كثيراً من أموالهم، وكثيراً من وقتهم، كي تبتهج النفوس لمرضاة الله، ومن أجل أن يرصد الثواب والأجر بإذن الله.
ولكن نرى من بعضهم خلاف ذلك، بل إن منهم – للأسف - من لم يحرص على تعلم كيفية تأدية المناسك بالوجه الصحيح، إما لأنَه مُتكل على مشرفِ الحملات، أو ينتظر الإرشادات على أرض الواقع، وهذا الفعل ربما يُفضي إلى مشقة على البدن ونقصان في الأجر، لذلك كان ينبغي لمنَ عزم على الحج أنَ يتعَلم، ويقرأ، ويسأل، إن كان لا يعلم؛ لكي يثبت الأجر إن شاء الله، وتغفر لهم ذنوبهم ويصبحون خالين من الذنب، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه".
أخيراً:
إننا نحتاج عملا مكثفا في المساجد، والشوارع، والأسواق، ولتحذيرهم من الوقوع في البدع، والأمور المنهي عنها؛ كي يسهل لهم الأمر -إن شاء الله - ويخرجون من دائرة الخلاف.