جزيرة ساحرة على شكل قلب، بها كوخ فاخر في بحيرة شمال مدينة نيويورك، كانت هدية الممثلة "أنجلينا جولي" لحبيبها وشريك حياتها الممثل "براد بيت"؛ بمناسبة عيد ميلاده الخمسين بالعام الماضي، اشترتها له بقيمة 20 مليون دولار، لتُعبر له عن صدق حبها، وبأنه لا يوجد ما هو أغلى منه، لكن ليست أنجلينا فقط من تعبر بهذه الطريقة الرومانسية عن حبها، فالسعوديات بقدر ميزانياتهن يفعلن ذلك أيضا، وهذا الشعور العاشق المفعم بالرومانسية عبرت معلمة سعودية لزوجها عن مدى حبها وامتنانها لمشاركته في تربية أولادهما معا ومساعدته لها، عبر هدية كبيرة هي سيارة مغلفة باللون الأحمر الفاخر كما بدت في الصور المنشورة، تقف أمام بيتهما، وفاجأت بها زوجها، مما جعلت ذلك الزوج محسودا من قبل كثير من الأزواج، الذين ربما لا ينظرون إلا إلى الهدية، ويغضون بصرهم عن الأسباب التي أدت إلى استحقاقه لها من زوجته المحبة.
ولو قرأنا قليلا ملامح هذه الهدية، سيظهر أن هناك أكثر من مجرد مساعدتها في تربية الأبناء، فهو حتما كفل لها حقها وحريتها في المحافظة على مالها وتوفيرها دون أن يساومها آخر الشهر، كما يفعل بعض الأزواج مع زوجات مغلوبات على أمرهن، نسمع كثيرا عن حكاياتهن المريرة، فاستطاعت أن تجمع قيمة تلك السيارة، وهي حتما تتمتع بثقة زوجها في تحركاتها، وإلا لما استطاعت الذهاب كي تشتري تلك السيارة وتفاجئه بها، ولو عرف الرجال كيفية الإحسان بمعروف لزوجاتهم، وكفلوا حقوق زوجاتهم، فإنهم لن يصدقوا ماذا من الممكن أن تفعل تلك الزوجات لأجل سعادتهم، لكن كثيرا من الرجال يضيعون هذه اللحظات حين يضيعون القدرة على وهب المرأة روحيا ما تحتاجه من مشاعر الثقة والحب والعطاء، وهذا الصنف لا يرى في زوجته إلا مجرد "جسد"، وأُمّا تفرخ له الأولاد، هكذا ببساطة يُضيع الرجال سعادتهم حين يجردون المرأة من تلك الروح، فلا يشبعون حقوقها، ودون شك هناك أيضا رجال مغلوبون على أمرهم مع نساء "جافات عاطفيا"، بحسب تربية دجنتهن، ألاّ يرين في أنفسهن سوى مجرد "وعاء"، وكما هناك فوارق بين الرجال وبعضهم، هناك فوارق بين النساء وبعضهن، وأصابع اليد الواحدة ليست سواء، ولعلي أتذكر ذلك المقطع الذي صوره زوج فرح لما أعدته له زوجته حين دخل البيت، ووجد 90 ألف ريال تحيط بكيكة شهية، كي تجعله يعزف عن قراره في الزواج بالثانية، بعد أن راهنه بعض معارفه وأغروه بثلاثين ألف ريال، حين شاهدت ذلك المقطع تساءلت: أيمكن أن يُشترى الحبّ والوفاء بالمال؟ وهل يقبل الحب الرهان بهكذا طريقة؟! فهناك حتما فرق بين أن تهب الزوجة هدية نتيجة وفاء وحب زوجها، وبين أن تهبه مالا كي تجعله يحتفظ بها دون غيرها!.
أخيرا، كثير من السعوديات رومانسيات في ظل البيئة الاجتماعية الجافة التي يعشنها، وتجعلهن أكثر عاطفية من نساء أخريات، فميدانهن هو الخيال في بيئة تغلق الأبواب عليهن، وتحيطهن بالجدران من البيت إلى المدرسة إلى الجامعة إلى العمل، والمحظوظ بعطاء الواحدة منهن وحبها هو من يفتح لها النوافذ، ويجعل الشمس تشرق في وجهها وتضيء روحها.