يغادر الناقد الدكتور عضو مجلس الصندوق الدولي لدعم الثقافة باليونسكو الدكتور سعد البازعي إلى باريس، لحضور الاجتماع الثالث للمجلس المنعقدة يومي الرابع والخامس والعشرين من أكتوبر الجاري. وكشف البازعي لـ"الوطن" أن الاجتماع سيشهد أول قرارات تتعلق بطلبات الدعم المقدمة من عدد من الدول.
الاجتماع سيحضره أعضاء المجلس الثمانية، وهم أحد مساعدي مديرة منظمة اليونسكو ارينا بوكوفا، بالإضافة إلى سبعة أعضاء من سبع دول يمثلون أنفسهم فقط، وفي الاجتماع السابق جرى انتخاب أحدهم وهو السوداني نور الدين ساتي ليرأس المجلس. أما بقية الأعضاء فهم ينتمون لدول السعودية وفرنسا وإيران ورومانيا وكينيا وفنزويلا، يبحثون على مدى يومين اتخاذ قرارات تتعلق بالطلبات المقدمة لدعم عدد من المشاريع الثقافية في عدد من الدول منها مصر، الدولة العربية الوحيدة التي تقدمت بطلبات الدعم. وعبر البازعي عن أسفه لعدم تقدم أحد من منطقة الخليج لدعم مشاريع ثقافية سواء مادياًّ أو بالخبرة، وأضاف لـ"الوطن": سعيت لإيصال المعلومة عبر الإعلام والاتصال الشخصي، لعدد من المؤسسات الثقافية في المملكة والخليج ما أمكنني ذلك، وبالطبع ليس بإمكاني أن أتحدث مع الجميع.
ولفت البازعي إلى أن الصندوق تأسس قبل أكثر من عشرين عاماً لكنه ظل معطلاً حتى العام الماضي حين اتخذت الهيئة العامة لليونسكو قراراً بإحيائه واختير عدد من الشخصيات لعضويته، أما ميزانية الصندوق فهي تأتي من تبرعات الأعضاء التي ظلت مجمدة ولم يستفد منها طوال تلك الفترة. أما الدعم الذي يقدمه الصندوق فهو مالي وفني أو لوجستي، بمعنى أنه يقدم دعماً مادياًّ إلى جانب الخبرة لأية مشاريع يرى مجلس الصندوق إمكانية دعمها في ضوء عدد من المعايير.
يشار إلى "الصندوق الدولي لدعم الثقافة" إحدى القنوات التي أسستها اليونسكو في أواسط السبعينيات الميلادية، لتحقيق بعض الأهداف التي أسست من أجلها وهي: دعم الثقافة والتربية والعلوم في جميع أنحاء العالم. وانضم الدكتور سعد البازعي، إلى "مجلس إدارة الصندوق" بتعيين من قبل مدير عام المنظمة، وأوضح البازعي أن الصندوق أعيد للعمل، ولكن بصيغة مختلفة، في حين كان يُدار من قبل موظفي المنظمة، تقرر إنشاء مجلس من أفراد معروفين باهتماماتهم وكفاءاتهم الثقافية، ومن دول أعضاء في المنظمة، ليديروا عمل الصندوق، وهذه الصيغة الجديدة هي التي دخلتُ شخصيا من خلالها مجلس الصندوق، بترشيح من مندوب المملكة زياد الدريس. وأشار إلى أن الأعضاء الآخرين أيضا رشحهم مندوبو دولهم في المنظمة، باستثناء اثنين اختارتهما المنظمة نفسها بوصفهم ينتمون لدول أعضاء، وممن عملوا أو ما زالوا يعملون مع المنظمة، وهما نور الدين ساتي من السودان، وشريف خزندار، وهو فرنسي الجنسية من أصل سوري (مدير بيت ثقافات العالم بباريس).
وحول ما يتبناه الصندوق من دعم البرامج الثقافية في الدول الأعضاء، وطبيعة عمل أعضاء الصندوق الثمانية، والمهام التي سيطلع بها.
وتابع البازعي "الأعضاء يجتمعون مرة واحدة في السنة على الأقل، وقد يجتمعون أكثر من ذلك في الحالات التي تستدعي الاجتماع وذلك في مقر المنظمة بباريس، أما المهام الموكلة إليهم، فهي بشكل رئيس إدارة الصندوق، بما فيه وما يأتيه من موارد، وذلك حسب تقدير المجلس لطبيعة المشاريع الثقافية المطروحة أمامه من مختلف دول العالم، والتي تتقدم بطلباتها لينظر المجلس في إمكانات الدعم".
ووصف البازعي، موارد الصندوق أنها ليست بالضخمة، فحين أنشئ قامت بعض الدول، ومنها المملكة، بدعم الصندوق فتوفر مبلغ يعد متواضعا بمقاييس كثير من الدول ومنها المملكة (حاليا أربعة ملايين دولار)، مشيرا إلى أن المنظمة تتوقع أن يستمر الدعم، سواء من الدول التي سبق أن منحت، وتعد دولا مانحة، أو من تلك التي لم تمنح.
وأكد البازعي، أن النظام الذي أقرته المنظمة للصندوق، ينص على أن الأعضاء الذين يتم تعيينهم في مجلس الصندوق من الدول المانحة، لا يجوز لهم الترشح لرئاسة المجلس، أو أن يكون منهم نواب للرئيس، مشيرا إلى أن قرار الدعم لا يكون إلا بمقتضى معايير منها: أهمية المشروع أو المؤسسة، ومدى حاجتها للدعم، والقرار في النهاية سيكون بالتصويت.