سقط نحو 21 جنديا بين قتيل وجريح، بينهم قائد اللواء 111 المرابط بمديرية أحور بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، في هجوم انتحاري نفذه مسلحون ـ يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة ـ على اللواء. وبحسب مصادر محلية في أبين، فإن الهجوم الانتحاري نفذ فجر أمس، إذ هاجم العشرات من المسلحين اللواء 111 من اتجاهات مختلفة، وإن اشتباكات عنيفة شهدها محيط اللواء استمرت لعدة ساعات، مشيرة إلى أن الجنود تمكنوا من صد الهجوم.
وذكرت مصادر عسكرية أن الهجوم نفذ بطقم عسكري تابع للواء كان قد تم الاستيلاء عليه من قبل مسلحي القاعدة في منطقة موجان بمحافظة أبين قبل أشهر.
وأوضحت أن الانتحاري الذي يقود الطقم العسكري جاء إلى بوابة المعسكر وأخبر الحراسة أنه يحمل جريحا من المواقع الخارجية التابعة للواء، في حين أن الجريح لم يكن سوى كمية كبيرة من المتفجرات. على صعيد سياسي، دشن الرئيس عبدربه منصور هادي، مساعي جديدة لإقناع قيادات الفصيل الممثل لقوى الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني بالمشاركة في الجلسات العامة الأخيرة، التي ستستأنف عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، والتراجع عن الاستمرار في الاعتصام المفتوح الذي يشارك فيه أعضاء قائمة الحراك في المؤتمر إلى جانب أعضاء قائمة جماعة الحوثيين. وأكدت مصادر سياسية مطلعة ومقربة من الرئاسة لـ"الوطن" أن الرئيس هادي التقى بعدد من قيادات الحراك بشكل غير معلن في مستهل زيارته الحالية لعدن، التي تعد الأولى من نوعها منذ تقلده منصب الرئاسة، منوهة إلى أن هادي طلب من هذه القيادات التراجع عن مقاطعة الجلسات الأخيرة لمؤتمر الحوار، والإسهام الفاعل في إنجاح الحوار، وإخضاع أية نقاط خلافية حول شكل الدولة للمداولات القائمة في اجتماعات اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية.
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس هادي، أكد لقيادات الحراك التي التقاها في عدن أن خيار الدولة الاتحادية القائمة على تعدد الأقاليم يمثل أحد ثلاثة خيارات يحظى بقبول وتأييد لدى معظم المكونات السياسية والمجتمعية الممثلة في مؤتمر الحوار، وأن ثمة توافقا على ضرورة الحفاظ على الوحدة بين الشمال والجنوب، وإعادة صياغة شكل الدولة بما يتواءم ومحددات هذا التوافق الذي يحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.
وأعلنت مكونات الحراك وجماعة الحوثيين وممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام مواصلتهم مقاطعة الجلسات العامة الأخيرة لمؤتمر الحوار، في توقيت متزامن مع تعزيز مكتب المبعوث الدولي بصنعاء جمال بن عمر لعدد الخبراء الدوليين المشاركين في اجتماعات اللجنة المصغرة المنبثقة من فريق القضية الجنوبية، في إجراء استهدف رفع سقف الدعم الفني واللوجيستي المقدم لأعضاء اللجنة؛ لمساعدتهم على استكمال إنجاز المهام المتعلقة بتحديد شكل الدولة، وتقديم التقرير النهائي للجنة إلى الجلسة العامة الثالثة والختامية.