كشف وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن وزارته طبقت هذا العام 10 مرتكزات رئيسية كانت سبباً في إنجاح موسم الحج والخروج بحج صحي سليم خال من الأمراض الوبائية والمحجرية.
وأجمل الربيعة في حواره لـ"الوطن"، أهم المرتكزات الـ10 في غرس وتعزيز الوعي والسلوكيات الصحية، والتدخل السريع، بالإضافة إلى التميز في قيادة الحشود والتحكم والسيطرة على الأمراض، والخدمات الصحية المقدمة والبرامج النوعية المتخصصة لإنقاذ الحياة وتكامل خدمات المساندة الطبية على مدار الساعة.
كما شملت المرتكزات المنظومة الصحية المتكاملة والجاهزية الدائمة، ووجود القوافل الطبية واللمسات الحانية لتصعيد المرضى المنومين، والخدمات المرجعية والرعاية الطبية المتخصصة، والتقنيات الرقمية الحديثة للمتابعة وتجويد الأداء، والتجهيزات العالمية المستوى ووفرة أدوية تواكب الأداء.
وأوضح الوزير أن هناك دراسة لإحلال مبنى مستشفى عرفات العام بمبنى جديد في الأعوام المقبلة، مرجعا سبب السيطرة على فيروس "كورونا" إلى خبرة المملكة في إدارة طب الحشود.. وفيما يلي نص الحوار:
بعد مغادرتهم منى.. هل يمكن أن تعطينا صورة عن الحالة الصحية لضيوف الرحمن هذا العام؟
إن جميع التقارير تؤكد سلامتهم، ولم تسجل أي حالات وبائية حتى الآن ولله الحمد والمنة، منذ دخولهم الأراضي السعودية وحتى مغادرتهم لمشعر منى، ووضعنا إجراءات وخططا لوقاية الحجاج من الأمراض وطبقت ابتداء من منافذ الدخول بعمل التحصينات الوقائية لهم، فضلا عن أن الالتزام بالسلوكيات الصحية السليمة والإرشادات والنصائح الطبية لتجنب الإصابة بالأمراض أتت ثماره.
مستشفيات و"أسرة"
ما هي الإمكانات التي وفرتها وزارة الصحة لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة؟
- الاستعدادات بدأت منذ وقت مبكر وسم حج هذا العام بالإمكانيات المتوفرة، حيث هيئت (25) مستشفى موزعة على كلٍّ من مكة المكرمة (7) مستشفيات والمدينة المنورة (9)، ومشعر منى (4) مستشفيات، و(4) بمشعر عرفات إضافة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، بسعة سريرية إجمالية تبلغ (5250) سريرا، منها 4200 سرير للأقسام المختصة و500 سرير عناية مركزة و550 سريرا في أقسام الطوارئ بالإضافة إلى تجهيز 141 مركزا صحيا دائما وموسميا في مناطق الحج، منها 43 مركزا صحيا بالعاصمة المقدسة و80 مركزا صحيا بالمشاعر المقدسة و12 مركزا في المدينة المنورة، فضلا عن 17 مركزا للطوارئ على جسر الجمرات والمراكز الصحيَّة داخل الحرام المكي الشريف، وتوفير 16 ألف وحدة من الدم ومشتقاته من جميع الفصائل المختلفة لتزويد المرافق الصحيَّة بالمشاعر والعاصمة المقدسة.
كما جهزنا مهابط الطائرات التابعة للوزارة طبقا للمواصفات الخاصَّة بذلك في مستشفيات (حراء- النور- عرفات - منى الطوارئ) بالإضافة إلى الاستفادة من مهابط الطائرات لنقل الحالات الحرجة، وتكليف ما يقارب (22.500) ممارس صحي وإداري من منسوبي الوزارة لخدمة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما تَمَّت إضافة (50) سيارة إسعاف صغيرة إلى لجنة الطوارئ والطب الميداني بهدف تعزيز خدمات الطب الميداني لتجوب أماكن الازدحام وتقديم الخدمات الطّبية في أماكن التجمعات البشرية وضيوف الرحمن.
راحة ضيوف الرحمن
في رأيكم.. ما هو سبب انخفاض أعداد المنومين والمراجعين لمرافق الوزارة بالمشاعر هذا العام؟
- إن انخفاض أعداد المنومين والمراجعين لمستشفيات الوزارة في المشاعر، يرجع لسببين: الأول هو تراجع أعداد الحجيج بنسبة 20% عن سنوات الحج السابقة، والسبب الثاني هو نجاح التوعية والاشتراطات الصحية والتركيز عليهم في منافذ الدخول.
هل هناك مشاريع جديدة ستنفذها الوزارة داخل المشاعر المقدسة العام المقبل؟
هناك دراسة لإحلال مبنى مستشفى عرفات العام بمبنى جديد في الأعوام القادمة، ولا تدخر حكومة خادم الحرمين الشريفين جهداً في تقديم ما يعود بالنفع على راحة ضيوف الرحمن حيث تشغل وتجهز لـ"ساعات معدودة" يقف بها ضيوف الرحمن بعرفة 4 مستشفيات بسعة (845) سريراً، إضافة إلى (107) أسرة للعناية المركزة، و(64) سريراً للطوارئ لتقديم أفضل الخدمات الصحية، بالإضافة إلى 46 مركزاً صحياً تدعمها 6 مراكز صحية بمشعر مزدلفة، وجميعها تضم كافة التخصصات الطبية والتي تتوزع على أقسام العيادات الخارجية والطوارئ والعناية المركزة والتنويم والأشعة والمختبر، بالإضافة إلى تجهيزها بكافة الأجهزة الطبية والفنية من مختبرات وأشعة.
ــ سيطرة وبائية
تخوف الكثيرون من انتشار بعض الأمراض الوبائية مثل فيروس "الكورونا"، خلال الموسم إلا أن الوزارة نجحت في السيطرة على الوضع.. ما أهم الإجراءات الوقائية التي اتبعتها، والاستعدادات الميدانية التي قامت بها الوزارة للوصول إلى هذا المستوى؟
إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني، بالاهتمام بتعزيز كافة التدابير الاحترازية والوقائية لاستضافة ضيوف الرحمن وزوار مسجد نبيه، صلى الله عليه وسلم، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، فقد قامت وزارة الصحة بتطبيق عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية قبل وأثناء موسم الحج لحماية الحجاج من التعرض للأمراض والأوبئة، انطلاقاً من رؤى وتوصيات علمية وطنية قام بإعدادها استشاريون متخصصون وبناء على توصيات منظمة الصحة العالمية، بما في ذلك الإجراءات المتعلقة بحركة دخول الحجاج عبر منافذ دخولهم المختلفة، مما مكنها من وضع نظم جيدة في مجال الترصد الوبائي واتباع إجراءات اختبارية ممتازة وما زالت الوزارة تراقب وتتابع كل التفشيات الوبائية للأمراض المعدية عالمياً وإقليمياً ومحلياً، أما بخصوص فيروس الكورونا الجديد (MERS-Cov)، فإنني أود إحاطة جميع المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين بأن الوضع مطمئن ولله الحمد، ولقد عقد المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود في الرياض خلال الفترة من 15-17/11/1434 برعاية خادم الحرمين الشريفين، واستعانت وزارة الصحة بالخبرات الدولية المتخصصة من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة بالولايات المتحدة الأميركية وبمشاركة أطباء واستشاريين من المملكة، إضافة إلى خبراء عالميين في مجال مكافحة الأنفلونزا وأبرز المتخصصين في مجال الفيروسات؛ للإسهام في وضع نظام للترصد والمواجهة الدقيقة والوثيقة، حيث ركز هذا المؤتمر في مناقشاته على فيروس الكورونا الجديد (MERS-Cov)، وخرج بتوصيات مهمة مثلت إضافة حقيقية للجهود الوقائية والعلاجية لمواجهة هذا المرض والوقاية منه.
كما اتخذت الوزارة كافة التدابير الوقائية اللازمة للمعتمرين والحجاج في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية ووضعت كافة الاحتياطات العملية والعلمية للتعامل مع أي حالة وبائية قد تكتشف لا سمح الله، كما أصدرت الوزارة منذ وقت مبكر الاشتراطات الصحية التي أوصت بتأجيل الحج لكبار السن والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة، وكذلك صغار السن والالتزام بالاشتراطات الصحية السابق الإشارة إليها والمعلنة عن طريق بوابة الوزارة على "الإنترنت".
شهدت الخدمات الصحية المقدمة للحجاج في السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية.. هل واصلت الوزارة جهودها في هذا المجال؟
-إن التجهيزات المتطورة التي أدخلتها الوزارة خلال حج العام الماضي وهذا العام أدت إلى تحسين الخدمة النوعية وانعكاس ذلك على التحسن الكبير في الإحصاءات، ومن ذلك خفض حالات الوفيات بين الحجاج، إضافة إلى آليات الرصد الوبائي والعمليات الجراحية بمختلف أنواعها الطارئة. كما واصلت مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة مشاركتها في خدمة الحجاج هذا العام من خلال خدماتها التخصصية المتقدمة من المستوى الرابع مثل جراحة وعلاج أمراض القلب المتقدمة والتخصصات الأخرى النادرة التي توفرها هذه المدينة المتخصصة؛ حيث قامت حتى الآن بإجراء (16) عملية قلب مفتوح لمرضى حجاج و(308) عمليات قسطرة قلبية، و(64) عملية مناظير هضمية، إضافة إلى (1165) جلسة غسيل كلوي بنوعيه الدموي والبريتوني.
قوافل طبية
كيف تعاملت الوزارة مع الحجاج الذين تم تنويمهم بالمستشفيات لأي عارض؟
الخطة الصحية في الحج تتميز بالبعد الإنساني ومن أولويات الوزارة أن يتم تمكين الحجاج المرضى من أداء مناسك الحج الذي أتوا من أجله، وذلك بالقيام بتفويجهم من منى إلى عرفات ومن هناك إلى منى.. ثم مكة المكرمة وزيارة المدينة المنورة إن كانت صحتهم تسمح بذلك.. حيث تم تصعيد المرضى المنومين في مستشفيات مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لأداء الفريضة والبالغ عددهم (345)، وجرى تجهيز ثلاث قوافل طبية: الأولى لنقل مرضى مستشفيات النور التخصصي والملك فيصل وأجياد للطوارئ، والثانية لنقل مرضى مستشفيات الملك عبدالعزيز وحراء العام والولادة والأطفال، والثالثة لنقل مرضى مستشفيات الطوارئ بمنى ومنى الجسر ومنى الوادي ومنى الشارع الجديد.
شهد مشعر منى ابتداء من أول أيام العيد وحتى نهاية الحج استقرار جميع الحجاج.. ماذا أعدت الوزارة من تجهيزات لخدمتهم صحياً؟
أؤكد أن المرافق الصحية في منى عملت بكامل طاقتها لخدمة ضيوف الرحمن من خلال أربعة مستشفيات بسعة سريرية إجمالية تبلغ (560) سريراً، منها (103) أسرة للعناية المركزة، و(108) أسرة للطوارئ، وتضم كافة تخصصات الباطنة (قلب، سكر، حروق) والجراحة (عظام، أنف وأذن وحنجرة)، وتتضمن عيادات خارجية بمختلف التخصصات الطبية للكبار والصغار، إضافة إلى أقسام التنويم والأشعة والمختبرات، ويدعم هذه المستشفيات 46 مركزاً صحياً، إضافة إلى 17 مركزاً للطوارئ منتشرة في جسر الجمرات وخمسة مراكز صحية في الحرم المكي الشريف، كما تم هذا العام إضافة (50) سيارة إسعاف صغيرة لتضاف إلى سيارات الإسعاف الموزعة على كافة طرق حجاج بيت الله الحرام بمنى للتعامل مع الحالات المرضية والإسعافية ميدانيا وهذه السيارات مزودة بأجهزة حديثة ومتطورة بحيث تعمل كغرف عناية مركزة متحركة من أجل الحفاظ على حياة المرضى والمصابين حتى وصولهم إلى المستشفيات.
مختبرات وبنوك دم
ما هي آخر تجهيزات وزارة الصحة فيما يخص المختبرات الموجودة بالحج؟
جهزت الوزارة ولأول مرة، وحدة للفحص الجزيئي للأمراض المعدية بمختبر مستشفى منى الوادي لإجراء فحص الفيروسات المعدية وفحص الكورونا، وتواصل المختبرات الطبية وبنوك الدم تقديم خدماتها ومنذ وقت مبكر لموسم الحج الحالي وفق خطة العمل والمعدة بعد نهاية خطة العمل الماضية، كما أن جميع مختبرات المشاعر مجهزة بأحدث الأجهزة المخبرية، حيث تم تنفيذ العمل التجريبي لجميع الأجهزة مع التأكد من إجراء الصيانة الوقائية للأجهزة وجرى تأمين جميع المحاليل التشغيلية لجميع المختبرات وبنوك الدم.
أدرجت الوزارة هذا العام أسطولاً للطب الميداني.. فكم عدد الحالات التي باشرتها فرق وزارة الصحة ميدانياً؟
إن لجنة الطوارئ والطب الميداني أكملا جميع استعداداتهما لتنفيذ خطة متكاملة للتعامل مع الحالات الطبية الإسعافية والطارئة وحوادث الازدحام ومخاطر السيول والحريق في أماكن وجود الحجاج المختلفة، حيث قامت هذا العام بإحلال (50) سيارة إسعاف صغيرة جديدة عالية التجهيز بأحدث الأجهزة الطبية ليصبح العدد الإجمالي لسيارات الإسعاف الصغيرة (90) سيارة حديثة، تعمل بمثابة وحدات عناية مركزة متحركة للتعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة في الميدان، إضافة إلى 55 سيارة إسعاف كبيرة موزعة على المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة والمشاعر المقدسة، وجرى تقديم الخدمة لأكثر من 17 ألف حالة ميدانياً في حج هذا العام خلال الفترة من الثامن إلى الثالث عشر من ذي الحجة بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة وطواقمها الطبية.