تعجل نحو 70% من ضيوف الرحمن البالغ عددهم نحو 1.5 مليون حاج، بعد زوال الشمس أمس، مغادرين مشعر منى بعد أن رموا الجمرات الثلاث، متجهين للمسجد الحرام لأداء طواف الوداع ومغادرة مكة المكرمة نحو أوطانهم، وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والإشراف المباشر والميداني من قبل كافة قيادات الجهات المشاركة في الحج.
وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من الجهات المعنية بالحج، أن أكثر من مليون حاج غادروا منى أمس، عبر ضيوف الرحمن عن سعادتهم بما منّ الله به عليهم من أداء نسك الحج بكل يسر وطمأنينة بفضل الله، ثم بفضل ما وفر لهم من الخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة التي أحاطتهم بها الأجهزة المعنية بخدمة الحجاج.
وفي الوقت الذي زودت فيه مراكز التفويج بالكوادر المؤهلة والمدربة لإنهاء إجراءات مغادرة الحجاج عبر وسائل تقنية حديثة، أكد وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، خطة الوزارة نجحت في تحقيق أهدافها في الحفاظ على الصحة العامة للحجيج وسلامة ما يقدم لهم من غذاء وتنفيذ برامج الإصحاح البيئي ومكافحة الآفات بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وتشغيل وصيانة المشروعات الكبرى، التي أنشئت لخدمة ضيوف الرحمن مثل مشروع إسكان الحجيج بمنى ومنشأة الجمرات وقطار المشاعر، والمشروعات الجديدة التي تم افتتاحها وتشغيلها بكامل طاقتها في حج هذا العام مثل مشروعات ربط منطقة الشعيبين والمعيصم والعزيزية بمنشأة الجمرات، وإضافة أكثر من 15 ألف دورة مياه إضافية تم تشغيلها في حج هذا العام بالمشاعر وغيرها من مشاريع الطرق والجسور وأعمال التشجير والإنارة وخدمات النظافة والتخلص من النفايات، والتي شارك في تنفيذها ما يزيد على 30 ألفا من منسوبي أمانة العاصمة المقدسة والعاملين في مشاريع الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية بالمشاعر المقدسة، والذين وجدوا طوال موسم الحج من أجل خدمة ضيوف الرحمن. وأشار إلى أن الخطة تضمنت تطوير خطط العمل فيه تفويج الحجاج لمحطات قطار المشاعر ومنشأة الجمرات وفقاً لأفضل الخبرات والتجارب العالمية في إدارة الحشود، والتي أثبتت نجاحها خلال أعمال الحج، وكذلك تطوير الخطط الميدانية في سرعة جمع النفايات بالعاصمة المقدسة والمشاعر وتخزينها في مواقع موقتة وصناديق ضاغطة، حفاظاً على صحة الحجيج وتفادياً للمخاطر التي قد تنجم عن التأخر في التخلص منها نتيجة الزحام الشديد وصعوبة تحرك الآليات والمعدات نتيجة الزحام الشديد خلال موسم الحج.
من جانبه، قال مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري، إن ما تحقق من نجاح أشادت به المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة في أعمال الدفاع المدني والحماية المدنية، حيث لم يتم تسجيل أي حوادث خطيرة خلال أعمال الحج ووجود حجاج بيت الله الحرام في العاصمة المقدسة والمشاعر والمدينة المنورة. وأكد أن قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج هذا العام استخدمت أحدث التقنيات في مجال الاتصالات والمعلومات للارتقاء بجودة خدماتها والوصول لأعلى درجات الكفاءة في التعامل مع مختلف أنواع الحوادث، بدءا من تقنيات تلقي البلاغات وتحديد موقع المتصل باستخدام المصورات الجوية والخرائط الإلكترونية ونظام الاستشعار عن بعد للمخاطر في المنشآت الحيوية بالمنطقة المركزية في محيط المسجد الحرام، وتنفيذ تكتيكات جديدة لتحقيق التدخل السريع في حالات الطوارئ على أساس من التخصص الدقيق في أداء المهام.