في النصرانية، يقوم أحد الأشخاص بتعميد الطفل الصغير، ويتولى بذلك مسؤولية رمزية عن الطفل، ويلقب بـ"العرّاب".. فيما يتولى "أبو صهيب" مسؤولية حقيقية عن المسلمين الجدد، وغالبيتهم من "النصارى".
أراد خريج "الإعلام الإسلامي" الشيخ عبدالرحمن بن عبيد باعبدالله، أن يحمل كل صباح جديد "خبرا" مبهجا عن مسيرة الدعوة، فكان له ذلك، إذ لا يمر يوم دون أن تتعالى صيحات التكبير بإعلان اعتناق الإسلام من قبل الكثير، إذ يرافقه في حملة حج "المسلم الجديد" لهذا العام نحو 600 مسلم جديد.
أبو صهيب، منح كل يومه للدعوة، منذ 12 عاما، رغم أن في منزله 5 أبناء، فيما تخصص في مرافقة المسلمين الجدد منذ 6 أعوام، مسلحا بالتأهيل العلمي الذي كان حصيلة دورات متعددة في مجال "التعامل مع الناس، والمهارات الإشرافية، واللغة الإنجليزية، والكمبيوتر، والإسعافات الأولية... وغيرها".
قادته الأقدار إلى وظيفة في وزارة الإعلام حال تخرجه عام 1991، إلا أن عشقه للعمل الدعوي جعله يختار البقاء في مدينته جدة، ويمارس بعض الأعمال الحرة قبل أن يجد غايته عبر تعيينه في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بدأ مع عمله مع مندوبية دعوة الجاليات بالسليمانية، وانتقل لمكتب دعوة الجاليات في المطار القديم بجدة، قبل أن يستقر به الحال في مندوبية دعوة الجاليات بحي الجامعة بجدة.
في كل موسم حج، يستقبل أبو صهيب رفاقه الجدد بابتسامة دائمة على وجهه، فيما يودعونه بعد كل موسم بدموع الفراق، فتلك العلاقة الأخوية المفعمة بالأجواء الإيمانية تجعل من يوم الوداع محطة بكاء ودموع.
يحرص أبو صهيب وفريقه من الدعاة، في مخيم "المسلم الجديد" الذي يتكفل بإقامته سنويا الشيخ عبدالمحسن الراجحي، على معاملة المسلمين الجدد بالمحبة قبل أي شيء آخر، ويجتهدون لتهيئة أفضل الأجواء والخدمات لهم، عبر مخيمات فاخرة من الفئة "أ" تقدم أجود أنواع الخدمة، في سبيل تأليف القلوب.
يؤمن أبو صهيب بنهج التدرج في الدعوة، ويحرص هو ورفاقه على أن تكون كل الدروس التي يتلقاها المسلم الجديد، معدة بعناية فائقة، خاصة في جانبها النفسي، ويسعون لتحويل كل مسلم جديد إلى داعية لعائلته وأقربائه، وهو الأمر الذي يقطفون ثماره كل يوم، عبر برنامج "الجوال الدعوي"، الذي يمكن كل مسلم جديد من التواصل مع أهله ودعوتهم، وكان حصيلة ذلك إسلام نحو 50 شخصا يوميا عبر الهاتف.
تشكلت لديه عبر سنين الدعوة، ومرافقة المسلمين الجدد، خبرة كبيرة بفن التعامل مع الثقافات المختلفة، فهناك الآسيويون، والغربيون، والأفارقة، بل والعرب أيضا.. إلا أن القاسم المشترك الذي يفهمه الجميع، هو تلك الابتسامة التي لا تفارق وجهه.
ربما تكون ابتسامة أبو صهيب، عنوانا عريضا لحقيقة ثابتة مفادها "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم".