بداية، أقول للنصراويين، حظا أوفر، ومبروك للهلاليين، وشكرا لكل عناصر الفريقين في إظهار (ديربي الموسم) في أبهى حلة بأسرع رتم لمباريات هذا الموسم وبإثارة نتمنى لو تمتد أياما وليس 90 دقيقة فقط.

والمؤسف أن نهاية المباراة صادفت توقف الدوري (مبرمجا) لمدة شهر، بسبب لقاء المنتخب الوطني أمام إندونيسيا في ختام التصفيات المؤهلة لنهائيات آسيا 2015، وأيام الفيفا.

وفي شأن الديربي الكبير، فإن كارينيو ينطبق عليه (إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه)، رغم أنه لم يسقط نهائيا بل خسر أول مباراة له في الموسم، ولكنه لم يسلم من التشريح وتحميله أسباب الخسارة.

والأغرب أن عددا من النقاد لاموه على عدم تغيير إيلتون الذي سجل هدفين وأقلق دفاع الهلال حتى آخر ثانية، ولاموه على البدء بالخبير محمد نور رغم أن نور كان القائد الميداني في أغلب المباريات لاسيما أمام الهلال في الدور الأول بعد قضية (البرازيليين) الشهيرة، وفي نهائي كأس ولي العهد.

ولأن نور لم يظهر كما كان متوقعا، أخرجه وأشرك يحيى الشهري، أيضا لعب بثلاثة محاور مثلما فعل في المباراتين، ومن جانبي، أستغرب فقط عدم إشراكه مهاجما (ثالثا) مثل حسن الراهب أو عماد الحوسني بجانب إلتون والسهلاوي آخر ربع ساعة في ظل نقص الهلال بطرد سلمان الفرج منذ الدقيقة (60).

ولو عدت لحالة كارينيو فقد كان قلقا لأنه يبحث عن الحسم حتى لو بالتعادل بما يرفع أسهمه التدريبية، وفي المقام ذاته واضح جدا أنه يعرف إمكانات وقوة وهيبة منافسه الهلال، واكب ذلك إبعاده إلى المدرجات بعد سوء سلوكه مع الحكم الإيطالي باولو فليافينتو الذي كان حازما مع كل من يعترض على قراراته.

النصر كان قويا وظل يقاتل حتى آخر ثانية من الوقت بدل الضائع (6 دقائق) مسجلا هدفه الثالث.

أما سامي الجابر (المنتصر الأكبر)، فقد انتعش في أهم مباراة كانت ستكون قاصمة ظهر بحق وحقيقة، لكنه أدارها باقتدار وكسب روح لاعبيه وثقة جماهيره التي تعشقه، وأعطى درسا في الصبر والتحمل وتحدي الصعاب. وكاد أن يحقق نصرا تاريخيا حتى وهو يلعب منقوصا اللاعب التكتيكي سلمان الفرج الذي قدم نفسه منذ عامين لاعبا مهما في الجهة اليسرى: محورا ثانيا أو لاعب وسط أو ظهيرا، ويبدع أكثر في الوسط دفاعا وهجوما. وكان أهم خيارات الجابر في هذه المباراة إلى درجة أنه صنف من نجوم النزال.

سامي دخل نفق الاهتزاز بعد خسارته من النصر في الدور الأول، وفقد بعض عوامل النجاح وظل يكابد لكنه خسر مرة ثانية في موقعة ذهبية لمصلحة النصر الذي احتفل أنصاره ببطولة مهمة جدا بعد غيبة طويلة، وأتت هذه المباراة بعد 90 يوما من الخسارة الأولى و20 يوما من الصفعة الثانية، فكان التحدي الأكبر ليس خوفا من هزيمة ثالثة على التوالي، بل حتى التعادل يحسم اللقب للنصر وبالتالي احتفال ذهبي ثان في أقل من 20 يوما وأمام (هلال سامي)..!!

سامي أجاد في القائمة الأساسية، بياسر القحطاني الذي أربك دفاع النصر، على غرار ما عمل في الدور الأول حينما لعب بديلا، وأجاد بإشراك الخبير محمد الشلهوب بما يؤثر في تكتيك الفريق المقابل وسلمان الفرج كلاعب تكتيكي.

والأكيد أن تألق الحارس فايز السبيعي أبقى الهلال حاضرا وهو يتصدى لعدة أهداف، مع تطور مستوى سلطان الدعيع وديجاو، وهو ما كان يعاني منه الهلال في أول عشر جولات بأخطاء فردية مميتة.

من جانبي، كنت أتوقع أن يسحب نيفيز وهو يواصل بروده وخلل تمريراته إلى ما قبل طرد سلمان الفرج، لكن نيفيز ظهر آخر ربع ساعة وانتشى بهدفه الرابع.

والأجمل تمديد إثارة دوري جميل.