أعلن عدد من الأحزاب والتجمعات والتيارات السياسية السورية المعارضة تشكيل "ائتلاف القوى والأحزاب السياسية في الداخل السوري"، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها منذ انطلاق الثورة السورية في مارس 2011. ويشكل الإسلاميون غالبية هذا الائتلاف الذي يضم 17 حزباً وتياراً سياسياًّ أبرزها حركة فجر الإسلام، وحركة نماء الإسلامية، وحزب الحرية والعدالة، والحزب الديموقراطي السوري الحر، والتجمع الثوري الديموقراطي، واتحاد شباب الثورة. وأكد المتحدث باسم الائتلاف يحيى عواد، في بيان عدم وجود معارضة سياسية في الداخل السوري، سوى المعارضة المقربة من النظام والمرخصة رسميا منه. وقال: "سعينا لإنشاء ائتلاف القوى والأحزاب السياسية الثورية في الداخل لإعلام الآخرين بوجود معارضة حقيقية، وهي التي عانت وتعاني من ويلات هذا النظام". وأضاف "من يمثل الشعب هو من يعيش معه ويعاني ما يعانيه من قهر وظلم وقتل وتجويع وتشريد، ويرى أنه لا يحق لأحد في مؤتمر جنيف 2 أن يتكلم باسم هذا الشعب، ولهذا يرفض الائتلاف كل ما لا يتوافق مع تطلعات السوريين".
بدوره، يرى نائب رئيس الائتلاف الجديد محمد علي عوض، أن هذا الائتلاف قد جمع الأصوات المبعثرة في الداخل السوري ودمجها في كيان واحد، لكي يعبر عن معاناة الشعب ويوصلها إلى العالم أجمع. وأضاف "مع احترامنا الشديد وتقديرنا لجهود أفراد التجمعات السياسية الخارجية، إلا أننا نحن أبناء المعاناة الحقيقية على أرض المواجهة مع النظام، فنحن جزء من أبناء شعبنا الذي يعاني في الداخل، وليس كالذين يشاهدون هذه المعاناة عبر شاشات التلفزة". وأكد استعدادهم للتعاون مع جميع مكونات الثورة السورية، سواء أكانت عسكرية أم مدنية، داخلية أم خارجية".
وبسؤاله عن طبيعة العلاقة مع الائتلاف الوطني السوري المعارض قال: "نحن نقدر ونحترم كل من ينادي بالحرية لسورية سواء أكان في الداخل أم في الخارج". كما أعلن 50 تشكيلاً مسلحاً تابعاً لقوات المعارضة في جنوب سورية أمس توحدهم في إطار عسكري جديد تحت اسم "مجلس قيادة الثورة للمنطقة الجنوبية". وقال بيان صادر عن هذه التشكيلات، إن تشكيل هذا المجلس يأتي "نظراً لفشل الهيئات السياسية التي ادعت تمثيل المعارضة وقوى الثورة في تحقيق أهداف ثورتنا المباركة بإسقاط نظام القتل والإجرام". وأضاف البيان "المجلس فشل في تحقيق الحياة الكريمة للشعب السوري العظيم، الذي تعرض لعمليات الإبادة والتهجير والحصار والتجويع، وتخلى عنه المجتمع الدولي وتركه وحيداً يواجه أعتى الأنظمة الاستبدادية المدعومة من نظامي طهران وموسكو".