حاج أفغاني مسن، يستغرب من يراه برسميته الزائدة، حتى مع زوجته المسنة، يتحدث وكأنه في "حرب"، وممسكا برداء زوجته، قائلا إنه يخاف أن يفقدها، وإنه لا يثق إلا عندما يحس بأنها بيديه.

على رغم كبر سنه ومعاناته من إصابة قديمة في إحدى قدميه، إلا أنه ما زال يملك القوة لقطع مسافة طويلة، بادية عليه علامات الشجاعة التي يكتسبها خواض الحروب.

الرجل الكهل، يصر على الإمساك بغطاء زوجته المسنة طوال تنقلهما بالمشاعر، رافضا تركها على رغم محاولاتها الكثيرة، قائلا إن الحروب التي خاضها جعلته لا يثق في أي شيء، فهو يخاف ألا يجد زوجته في أية لحظة، فيما ذكرت هي أنه لا يتركها للحظة، حتى وإن طلبت منه التوقف لالتقاط أي متاع سقط منهما.

الأفغاني عبدالحنّان قضى أعواما يعمل في السلك العسكري قبل أن يتعرض لإصابة جراء لغم أرضي في قدمه اليمنى فكتبت له نهاية العمل، فاستعد هذا العام لأداء مناسك الحج برفقة زوجته الخمسينية، حيث فرض الحاج الأفغاني والذي شارف عمره على الثمانينات، قيود وتعاليم الحرب على رحلته في الحج، مؤكدا أنه ما زال يستطيع تجاوز عدد من الحجاج بخطواته المتسارعة وتتبعه زوجته بذات الخطوات على رغم إصابته، فيما يكون الرابط الوحيد بينهما قطعة من القماش ترتديها المسنة كغطاء على رأسها.