"ميم 1" أو مهندس السير بـ"المشاعر" وضابط "إيقاع الحركة"، يقول إنه لم يلبس ثياب عيد الأضحى منذ 30 عاما، وعيد الفطر منذ 26عاما، "ابن عسير" الذي بدأ في خدمة حجاج بيت الله الحرام منذ أن كان طالباً لم يتنازل عن هذا الشرف ابتداء من العام 1405هـ وحتى اليوم، اعتاد في كل هذه الأعمال على اسم "ميم 1".
العقيد محمد بن عبدالله البسامي، متحدث قيادة قوات أمن الحج، إضافة إلى عمله كقائد لنقاط المنع والتحكم بالمشاعر، يعمل في جهاز الأمن العام، مساعدا لمدير إدارة أمن الحج والعمرة في مقر الأمن العام بالرياض، عمل منذ تخرجه في مرور الرياض كضابط سير، ثم انتقل إلى العمل في المواكب الملكية كمساعد لمسؤول المواكب الملكية اللواء عبدالرحمن المقبل.
عمل قائدا للمواكب الملكية لمدة 10 سنوات، ثم انتقل للأمن العام بعدها كمساعد لمدير إدارة أمن الحج والعمرة، وكان له شرف المشاركة في 90% مما يخطط لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة حاليا، كونه عضو اللجنة الفنية لتوسعة المطاف وعضو اللجنة الفنية لشبكة النقل العام في مكة وعضـوا في كثـير من اللجـان التي تعمـل في تطـوير الحج، ومندوبا للأمن العام في قطار المشاعر منذ أن كان فكرة وحتى اكتمال التشغيل.
كما شارك أيضـاً في المخـطط الشامل لهيئة تطوير مكة في كل جزئية في المشاعر، كما شارك في ميكنة التصاريح الخاصة بحجاج الداخل ووضع الباركود فيه، واستحداث رمز "حج بلا تصريح" وإيجـاد أجهزة رفع بصمة الحجاج غير النظاميين.
العقيد البسامي يفخر بلقب "المهندس" الذي أطلقه عليه كل من سمع مناقشاته مع مهندسي المشاريع، ورأى الأفكار التي يطرحها عليهم، جاد جدا أثناء تواجده في ورش العمل، يسجل كل المحاضرات لتأثره بمقاعد الدراسة، حيث يبقى في ورشة العمل مدة 6 ساعات متواصلة يسجل ويناقش ويطرح بعض الرؤى والأفكار الخاصة بالعمل.
تحمل ذاكرة البسامي مواقف كثيرة عاشها خلال مواسم الحج التي عمل فيها، يقول إنه لم ينس موقفا أثر في حياته، وهو عندما اشترى بخاخا يساعده على توسعة الشعب الهوائية، صباح يوم عرفة بأحد المواسم ليستخدمه وقت الحاجة، إلا أن الصدفة قادت العقيد خلال ساعة متأخرة من ليلة النفرة من عرفات، إلى مكان مظلم، وجد فيه رجلا يصرخ بأعلى صوته بأن زوجته ستموت وأن البخاخ يساعدها على التنفس، فما كان من العقيد إلا أن أعطاه إياه وأنقذ حياة الزوجة رغم أنه يحمله من الصباح ولم يستخدمه.
عائلة البسامي الصغيرة مكونة من زوجته وابنتين إضافة لابنه عبدالعزيز البالغ من العمر 7 أعوام، يغيب عنهم شهرا كاملا في المشاعر، ويسأله أولاده عن استمراره بهذا الحال فيقول لهم: "إذا كان العوض هو شرف خدمة ضيوف الرحمن فإن كل إنسان يتمنى الغياب عن عائلته شهرين أو ثلاثة، لقاء هذا الشرف والأجر.
ويقول البسامي إنه من الطرائف التي مر بها مع عائلته أن ابنته الكبرى كانت تناديه "بابا"، وهو بجانبها ولم ينتبه لندائها، فأخذت تناديه برمز عمله في المشاعر المقدسة "م1" فما كان منه إلا سرعة الاستجابة.