بدأ عيد الأضحى في العراق أمس بهجوم دام بعبوة ناسفة استهدفت مجموعة من المصلين لدى خروجهم من جامع القدس في حي الضباط جنوب كركوك، عقب أداء صلاة العيد، فقتلت 12 منهم وأصابت 26 بجروح بعد تأديتهم الصلاة.
وبحسب مصادر، فقد بقيت جثث الضحايا لنحو 10 دقائق مرمية على الأرض أمام المسجد بسبب عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إلى مكان الهجوم نظرا لوجود أعمال حفر قريبة من الموقع.
وتمدد الجرحى بين الجثث على الأرض وهم يصرخون "لا إله إلا الله"، و"الله أكبر"، فيما هرع سكان الحي إلى الموقع وهم يصرخون بدورهم "اللهم انتقم من الظالم". في حين شهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة تمثلت بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والسفارات الأجنبية في العراق.
وفي أفغانستان قتل حاكم ولاية لوجار أرسالا جمال في انفجار قنبلة مخبأة في مكبر صوت لدى إلقائه كلمة في مسجد بعد صلاة العيد، على ما أعلنت السلطات المحلية.
وقال المتحدث باسم الحاكم، دين محمد درويش "كان الحاكم يلقي كلمة بعد صلاة العيد حين قتل بقنبلة مخبأة في مكبر للصوت وإن شخصا آخر قتل في الهجوم".
وأضاف أن "الحاكم كان يريد توجيه تهانيه للسكان بعيد الأضحى، وجرح 18 شخصا على الأقل بين مدنيين وموظفي الحكومة".
وأكد رئيس التحقيقات الجنائية في الولاية، محمد جان عبيد، الهجوم على جمال الذي عينه مباشرة الرئيس حامد قرضاي على غرار حكام الولايات الـ33 الآخرين.
ولم تتبن الهجوم أي جهة في الحين، لكنه قد يحمل بصمات متمردي طالبان الذين يكثفون منذ عقد هجماتهم ضد السلطة الأفغانية وقوات الأمن وقوة حلف شمال الأطلسي.
وأدى معتصمو الفلوجة بمحافظة الأنبار وبعقوبة في ديالى صلاة العيد في ساحات الاعتصام. وقال إمام خطيب صلاة العيد في الفلوجة الشيخ عبدالحميد جدوع: "لا عيد يسعدنا حتى نرى أمن واستقرار العراق يعود من جديد، يمشي المواطن ويتحرك بأمن وأمان لا يقلق على نفسه من القتل والاعتقال والغدر والميليشيات التي فتكت بالأبرياء". مضيفا، أن "سبب الدمار وإرباك الأوضاع في العراق هو الفساد الإداري والمالي في المؤسسة الدينية والسياسية، إلى جانب وجود أناس يطعنون بصحابة رسول الله وعرض النبي ويطعنون عمر الذي فتح العراق مع أصحابه وجيشه". وأردف قائلا "أهل السنة في العراق أقوياء كونهم قدموا كوكبة من الشهداء في كل ظرف ومرحلة مرت بها الأنبار والمحافظات الثائرة، ونحن في مكاننا لم يخفنا الظالم وأساليبه القمعية من قتل وتخريب واعتقال وتهجير، وأهل السنة رقم ومعادلة صعبة في العراق". وحمل إمام وخطيب صلاة العيد في محافطة ديالى، باسم الكرخي، السياسيين في العراق مسؤولية "المحنة التي تمر بها البلاد"، وطالبهم بـ"وقف القتل والتهجير"، وأكد أن خلافاتهم "جعلت العراق يدمر ويمر بأزمات متكررة لا تنتهي.