طوال عقدين مضت كان مسؤولو الهلال وإعلاميوه وجمهوره يؤكدون أن فوز النصر على الهلال هو بطولة النصراويين الحقيقية، وأن هذا أقصى طموح للنصراويين.
ولكن ما شاهدناها الجمعة الماضية من أفراح وتبادل للتهاني ومفاطيح وتوزيع للحلويات بعد الفوز على النصر وكسب ثلاث نقاط يثبت لنا العكس ويثبت من هو الفريق الذي يعد فوزه على الآخر بطولة.
الفوز الهلالي كشف أن النصر كبير مهما مرت عليه من ظروف، وأن الهلاليين مهما حاولوا تغيير مشاعرهم فإن أحد أكبر طموحهم هو ثلاث نقاط من النصر.
الفوز الهلالي الذي أشعل الدنيا ولم يقعدها لدى عشاقه ومناصريه أثبت للجميع كم كانوا (مضغوطين) خلال هذا الموسم النصراوي فتحول كل شيء سلبي لديهم إلى أجمل ما يمكن، فقبل أيام كان الكوتش "سامي" متدربا، وبعد الفوز تحول إلى أسطورة ومدرب عالمي وحقق من الأرقام في عامه الأول في التدريب ما عجز عنه كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال منذ تأسيسه. وتحولت المطالبات باستقالة الإدارة إلى استمرارها أعواما مديدة، فهي التي جلبت الفوز على "العالمي"، في حين أن لاعبي الهلال الذين كانوا نجوما من ورق تحولوا بقدرة قادر إلى أفضل لاعبين في الدوري السعودي، وفوق هذا كله تحولت الخلافات التي بين الهلاليين إلى صداقات، كل هذا فقط بسبب 3 نقاط سلبت من النصر.
من يشاهد هذه الأفراح والتهاني والتبريكات والسهر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساعات الصباح الباكر يعتقد للوهلة الأولى أن الهلال تأهل إلى "بطولة أندية العالم" أو حقق بطولة آسيا أو حتى بطولة محلية، ولكن عندما يسأل الشخص البسيط عن ذلك يصطدم بإجابة مخجلة، وهي أن الهلال فاز على النصر وكسب ثلاث نقاط وأجل تتويجه كبطل للدوري لعدة أيام فقط.