فرط مدرب النصر السيد كارينيو في التعامل مع المباراة الحاسمة لفريقه النصر أمام شقيقه الهلال عندما تعامل معها على أنها مباراة دورية فقط، رغم أن المباراة تعد نهائية وفاصلة وتعطي النصر بطولة دوري جميل فيما لو فاز أو تعادل.

كل المعطيات قبل المباراة كانت تؤكد أفضلية النصر بالأرقام وبالمنطق وبكل تفاصيل اللعبة وكان يفترض أن يبادر النصر إلى اللعب الدفاعي وقتل الكرة في وسط الميدان والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكنه لعب كما لعب الهلال منطلقا للأمام لحسم المباراة مبكرا دون النظر إلى اعتبارات تحقيق البطولة ومعطيات ما قبل المباراة ليفاجأ بتقدم الهلال بهدف حتى وإن كان من تسلل واضح.

واستمر الخطأ عندما لم يحسن مدرب النصر التعامل مع طرد أبرز لاعب في الهلال سلمان الفرج في وقت مبكر من الشوط الثاني، حيث كان يلزم إحداث تغييرات في الطريقة والعناصر لجعل المباراة تسير وفقا لرغبة النصراويين ولكن كان هناك تباطؤ وخلل في أداء المهام من قبل بعض اللاعبين أثمر استمرار الهلال في الانطلاقات السريعة التي اعتمدت على مهارة لاعبيه وليس على تكتيك فني بحت ليسجل أربعة أهداف قبل أن يفيق النصر ويسجل هدفين لتنتهي المباراة الهامة بأربعة للهلال مقابل ثلاثة للنصر.

ما حدث مساء أول من أمس الجمعة كبوة كبيرة وعنيفة للنصر تسببت فيها عدة عوامل، وكان بالإمكان أفضل بكثير مما كان، ولكن هكذا سارت الأمور، وبقي للدوري إثارة وإن كانت الأمور في منطق الحسابات محسومة للنصر لفارق النقاط الست مع الوصيف الهلال مع بقاء ثلاث جولات للدوري.

وكما قال الأمير فيصل بن تركي بعد نهاية المباراة "إذا لم نستطع كسب أربع نقاط من تسع فلا نستحق بطولة الدوري"، وهذا كلام منطقي جدا ويؤكد ثقة رئيس النادي في فريقه، حيث يحتاج لفوز واحد فقط بحكم تقدمه بعدد الأهداف لصالحه، إلا لو حدثت معجزة وسجل الهلال في مبارياته القادمة أكثر من عشرة أهداف، فإنه في هذه الحالة يحتاج لفوز وتعادل من ثلاث مباريات.

جماهير النصر وإدارته كانت ترغب بحسم الدوري قبل فترة التوقف، والجماهير الرياضية كانت تريد استمرار الإثارة لأسابيع أخرى، وفي كل الأحوال لا زلت عند رأيي بأن الدوري هذا الموسم هو الأقوى في السنوات العشر الأخيرة من حيث المستوى الفني لكافة الفرق، حيث كانت نتائج جولة الجمعة أيضاً تؤكد ذلك بفوز النهضة على الشباب والرائد على الاتحاد.

ولا يضير الدوري تنافس فريقين على بطولته، بل إن هذا يزيده جمالاً، وفي كثير من الدول المنافسة غالباً بين فريقين أو ثلاثة وأهمها وأبرزها أسبانيا حيث تنحصر المنافسة غالباً بين برشلونة وريال مدريد.

على جماهير النصر ألا تحزن كثيرا ففريقها لا يزال المتصدر بفارق ست نقاط، ولم يتبق إلا ثلاث جولات، وأعرف جيدا أهمية تحقيق النصر لبطولة الدوري بعد غياب 19 عاما، وأعرف أن الجماهير ترغب في حصد كل البطولات لتعويض السنوات الجفاف التي مرت على الفريق الكبير الذي أصبح في هذا الموسم حديث الكل و"مالي" الدنيا وشاغل الناس ولكن بالمساندة والتشجيع والدعم سوف يستمر النصر في صدارته حتى النهاية وسوف يحقق بطولة جميل، بإذن الله.