في الحج تتجلى روح "القيادة" بوضوح، خاصة بين أفواج الحجيج الناطقين بغير العربية، الذين يحجون للمرة الأولى، ويجهلون بعضا من طرق أداء النسك بمفردهم، معتمدين على "التفويج الجماعي" لاتمام نسكهم تحت قيادة واحدة.
وفي المشاعر المقدسة فقط، تظهر أهمية القيادة، فلا غرابة أن تشاهد قائد فوج يسير في طرقات منى ومئات الحجيج يسيرون خلفه متجهين إلى الجمرات أو عائدين منها.
"أرشد حسين" أحد قادة أفواج الحج، يتبعه في كل عام عدد كبير من حجاج شرق آسيا منذ 10 سنوات، قال إنه يجيد قيادة الفريق منذ الصغر، إذ كان معلمه في المدرسة الابتدائية يكلفه بـ"عرافة الفصل"، ويقود زملاءه الطلاب، لكنه بعد أن التحق بالعمل في حملات حجاج بلاده، وجدها فرصة لقيادة أفواج الحجيج، فأخذ يتعلم نسك الحج خطوة بخطوة حتى أصبح مرجعا فيها، وبات اليوم يتولى مهمة قيادة فريق من الحجاج بين المشاعر المقدسة، وهو يستشعر عظم المسؤولية الملقاة عليه، خاصة في ترتيب المناسك ومواعيد أدائها؛ كي يضمن أن الفريق كله أدى نسكه بالشكل المطلوب.
وقال أرشد إن جميع الحجاج الذين يتولى قيادة جمعهم في المشاعر المقدسة من غير الناطقين بالعربية، وجميعهم يحج لأول مرة، ولذلك يعتمدون عليه في كل ما يوجههم إليه، ومن ذلك يحرص على أن يكون أداؤهم للنسك وفقا للسنة المطهرة.
وفي حين يمثل "القائد" أهمية بالغة لمن يسيرون خلفه من الحجيج الذين يعتمدون عليه في كل أمرهم، كشف عاملون في عدد من حملات الحج أن هناك شروطا في قادة الأفواج، الذين يتولون القيادة، من أهمها معرفة مواقع المشاعر والطرق المؤدية إليها، وترتيب النسك من أجل أن يقود الحجيج إلى حج صحيح.
وقال رئيس الوفد الصيني يانج تشي بووه، إن اللغة ليست عائقا أمام الحجاج الناطقين بغير العربية، الذين يحجون لأول مرة؛ لأنهم يعتمدون على قائد الفريق الذي يسيرون خلفه في طرقات المشاعر ويوجههم إلى أداء مناسكهم على الوجه الأكمل.