لا ينتمي للفن لكي تحترمه وتلتمس له عذر المبالغة ولا يمت للرياضة فتتوقف عن مواجهته بحقيقة الجمال والذائقة.

برنامج أقل ما يقال عنه أنه تافه وسخيف جمع كل سقطات المجالس وبذاءات الـ"واتس اب" وخرج بها في برنامج "يوتيوبي"، يقال إنه مدعوم من أشخاص محسوبون على النصر، فجاء تافها ممجوجا فيه من الإسفاف والتجاوز الشيء الكثير.

وقبل أن أمضي قدما في تجريح رؤية برنامج "مربع أربعة" الذي يقدمه مجموعة من الناعقين باسم الرياضة وحب النصر، أذكر القارئ الكريم أني "نصراوي" حتى النخاع، عشت انتصارات الفريق قبل أن يصبح عالميا وتعايشت مع إخفاقاته كغيري لسنوات بروح رياضية عالية، وحين عاد لمنصات التتويج تساميت معه، وانتصرت للفرح والإنجاز.

لكن أطفال "مربع أربعة" ومن خلفهم، رفضوا إلا أن يجلسوا في القاع حيث الوحل، وبدلا من أن يرتفعوا مع فريقهم البطل والمتصدر، نزلوا للأسفل، في ساحة الانتقاص والشتم والطعن في الغريم وبأسلوب رخيص، مستغلين مساحة الحرية في الـ"يوتيوب".

يعتقدون أنهم يمثلون الجمهور النصراوي، لكن الجمهور الذي يقدم اليوم صورة حديثة للمثالية في المدرج وخارجه يرفضهم تماما ويقصيهم من دائرته ومربعاته، فلا يمثلون إلا أنفسهم المريضة بالغل وعداء الإنسانية.

هذا البرنامج لا بد أن يتوقف ومن يقوم عليه من المفترض أن يكون عرضة للعقاب، فـ"كرة القدم" روح نظيفة تتعالى بالانتصار، تعلمك أن احترام الخصم أهم من احترام فريقك، والفوز طريق يبدأ بالترفع عن الإسفاف والاحتقار والإساءات، فمن "أوجب الحق ألا نذم أحداً"، كما يقول "الكندي"، فما بالك حين يكون الذم عبر برنامج ممنهج يرى نفسه صوتا للجماهير، والجماهير تبرأ منه وممن يدعمه من مروجي التعصب.