بعيدا عن أعين المراقبين الصحيين الذين يتمتعون بإجازة العيد، وقريبا من الباحثين عن مكان لذبح أضاحيهم، تنشط في حاضرة الدمام والمناطق المحيطة بها ظاهرة المسالخ العشوائية، وهي المهمة التي يتصدى لها كل من هب ودب من العمالة المقيمة، الذين يكفي أن يتوفر لديهم بعض الإلمام بعملية ذبح الأضاحي لنصب مسلخ في أي مكان، أما الاشتراطات الصحية فهي تختفي برغبة الطرفين.
وبسبب طول فترة الانتظار في المسالخ المركزية، يلجأ الكثيرون إلى البحث عن قصابين مما ساهم كثيرا في تقمص مقيمين لدور القصاب في فترة العيد، على خلفية العائد المادي المجزي الذي تدره المهنة الطارئة، مع قلة الرقابة المفروضة، فنجد البعض منهم يتنقل بين المنازل، فيما يلجأ آخرون إلى إقامة مسالخهم الموقتة في أحواش الغنم.
وفي هذا السياق، يقول أبو سعد، مواطن في العقد الخامس من العمر، معلقا على الأمر: بسبب الزحام المتكرر كل عام في المسلخ المركزي، قررت الاستعانة بمقيم يجيد ذبح الأضاحي وسلخها وذلك مقابل 100 ريال، لأني لا أجيد سلخ الذبيحة. وأضاف أنه استطاع بصعوبة أن يحصل على موعد مع أحد المقيمين لأن جدوله مزدحم في أول أيام العيد.
وحول الأجواء غير الصحية التي يتم فيها الذبح، قال أبوسعد، إنه لا يولي هذا الجانب كثيرا من الأهمية.
فيما يرى محسن الدوسري، أن سوق القصابين المتجولين ينتشر كل عام، وهي ظاهرة تعود إلى عدم قدرة المسالخ الرسمية على استيعاب ضغط الزبائن في أول يوم، إضافة إلى ثقافة السرعة في التخلص من الأضحية بذبحها لدى الغالبية، مما يوجد سوقا رائجة لمثل هؤلاء. ويضيف: أكثر ما يخيف هو مستوى النظافة، واحتمال إصابة القصاب نفسه بمرض معدٍ، ولكن الجميع يتعامل بلا مبالاة، فالمهم لدى الناس هو ذبح الأضحية بأسرع وقت ممكن. وأشار إلى أنه ذهب بواسطة صديق إلى مقيم يتخذ من أحد أحواش الغنم مسلخا موقتا في فترة العيد، ولكنه اعتذر كاشفا عن أن عدد زبائنه في العيد وصل إلى 100 شخص، علما بأنه يتقاضى مئة ريال عن كل ذبيحة، أي أن يوما واحدا سيجلب له 10 آلاف ريال.
من جهتها، أكدت أمانة المنطقة الشرقية أنها وضعت بالتنسيق مع شرطة المنطقة خطة عمل للتصدي لظاهرة الذبح العشوائي. وذكرت في بيان وزع أول من أمس، أن العقوبات تنتظر المخالفين لشروط الذبح في المسالخ، مع وجود فرق للمتابعة للتأكد من تطبيق الشروط الصحية، وأن هناك مسلخين في الدمام والخبر لاستقبال الأضاحي، مع عدد من المطاعم المعتمدة من الأمانة لاستقبال الأضاحي أيضا.