المراقب لمشهد الحج هذا العام يفتقد وجود الدراجات النارية التي كان شباب مكة المكرمة يجوبون بها المشاعر لنقل الحجاج، بأجور تصل لـ500 ريال، فيما احتل مكانها فيما يبدو "الكراسي المتحركة" الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لتقوم أيضاً بذات المهمة.
في هذا العام، منعت "قيادة ضبط الدراجات النارية" استخدام الدراجات كوسيلة نقل، فيما فرضت 5 معايير لضبط دخولها لخدمة أصحاب المكاتب ومقدمي الخدمات لمخيمات الحجاج، تمثلت في وجود لوحة ورخصة سير ووجوب ارتداء خوذة رأس واقية، إضافة إلى وجود تصريح يخول الدراجة بدخول المشاعر.
وعلى الرغم من تمكن القيادة من ضبط 526 دراجة نارية خلال يومي 6 و7 واستمرارها في ذلك مما ساهم في خلو المشاعر منها بشكل واضح، إلا أن شباب مكة والراغبين في الكسب وجدوا في استخدام "الكراسي المتحركة" وسيلة أخرى للنقل، بل إنها وسيلة لا تخضع لكل الضوابط والمعايير المفروضة على الدراجات النارية.
"سمير هوساوي" من الشباب الذين التقتهم "الوطن" في مشعر منى، يدفع كرسياًّ من هذا النوع، يقول بأن الدخل الذي تدره عليه الدراجة النارية أكثر بكثير مما يدره عليه الكرسي المتحرك، إلا أنه مقتنع بمدخوله طالما أنه يوفر بديلا مناسبا للدراجة النارية.
وعن أسعار النقل بالكرسي، يقول سمير "اتفق مع الحاج بالساعة أو جزء منها، وأحيانا أخرى يكون الاتفاق مقطوعا بمبلغ متفق عليه"، لافتاً إلى أن سعر النقل من "مستشفى منى الجسر" إلى "جسر الجمرات" على سبيل المثال يكلف نحو 200 ريال، فيما شاركه الحديث الشاب "فهد المجنوني" الذي يشير إلى أن مشعر منى هو المكان المناسب لمواصلة هذا العمل، سواء بين المخيمات أو من وإلى قطار المشاعر، لافتاً إلى أن الكرسي ليس مقتصرا على نقل الحجاج فحسب؛ بل يستخدم أيضاً في نقل الأمتعة أو الاحتياجات الأخرى.
ويرى الشاب "خالد اللحياني" الذي يتشارك مع إخوته في هذه المهمة، أن منع الدراجات النارية ساهم في تقليص أرباحه، حيث كان يكسب نحو 10 آلاف خلال أيام الحج، فيما يتوقع أن لا تتجاوز حصيلته هذا العام نصف المبلغ.
الملفت للنظر، أن الشباب أجمعوا على أن رجال الأمن والمختصين بمنع الدراجات النارية، ينظرون لهم نظرة إنسانية أثناء عملهم على الكراسي المتحركة، كون تلك الكراسي تستحضر عادة نظرة الشفقة، مما أتاح لهم مواصلة عملهم دون أية مضايقات.