ليس هناك أسوأ من أن تعيش حياةً بلا روح، وأن تصبح أسيراً لالتزامات واحتياجات للآخرين، وهذا ما يحدث لأغلبنا، كوننا جزءا من مجتمع مترابط، يجعل الفرد ينسى نفسه مع مرور الزمن لصالح الآخرين، مما يؤثر على حالته النفسية، وعلى إقباله نحو الحياة في نهاية الأمر.
إلا أن الصديق العزيز "عبدالعزيز الحمدان"، أو "أبو سعود" كما يحب أن ينادى؛ يمتلك فلسفة مختلفة، إذ قرر عدم الاستسلام لروتين الحياة اليومي، وعدم السكون في وظيفته التي أجبر فيها على تكرار العمل سنة بعد سنة، دون أدني مبادرة أو تطوير، وكأنما عجلة الزمن توقفت، بل اتخذ "أبو سعود" قراره منذ سنوات بأن يعمل على تطوير نفسه وبث الحماسة في روحه ما أمكن ذلك، وذلك بواسطة حيلة بسيطة، هي: تنمية هواياته الشخصية! رغم استنكاف أغلب الشباب السعودي عنها.
وخلال زيارة سريعة إلى متجر للدراجات النارية قبل سنوات؛ اتخذ قراره بأن تكون هذه هي هوايته القادمة، وبالفعل اشترى دراجة نارية احترافية، ودشّن مسيرته الجامحة في عالمٍ مثير ومختلف، اكتسب خبرات ومعلومات جديدة عن عالمٍ لم يكن يعرف عنه قيد أنملة، اختلط بوجوه متعددة، استطاع بناء علاقات وثيقة مع هواة يختلفون في كل شيء، لكنهم يشتركون فقط في حبهم للدراجات النارية، "ناجحون" لم يكن ليلتقي بهم داخل إطار عمله الرسمي! بل سافر معهم بدراجته النارية إلى أغلب مدن المملكة ومعظم دول الخليج، ولك أن تتخيل مقدار المتعة والفائدة التي غنِمها.
ألتقي "أبا سعود" تقريباً مرة واحدة كل أسبوع، وفي كل مرة أزداد إعجاباً بروحه المرحة ونظرته الإيجابية لكل شيء، التي اكتسبها من انفتاحه على الجميع وتنمية روح قلبه، فهو يقول: "أشبع شغف روحك؛ تنتعش نظرتك إلى الحياة مهما كانت قاتمة ومعقدة"، وتالله لقد صدق.