في مشعر منى، وفي الشارع المسمى بـ"511" عدة مطاعم كبيرة متخصصة في إعاشة الحجاج، تقدم خدماتها على مدار اليوم من أجل توفير الوجبات الغذائية لضيوف الرحمن، إقبال كبير على تلك المطاعم من قبل الحجاج وبعض أصحاب الحملات، ولكن هناك من يفضل أن يأكل من طبخ النساء اليدوي أو من طعام بلده، الأفارقة بالتحديد لهم باع طويل مع هذه الحكايات، فهم يعشقون رؤية مضارب العصيدة تعمل في القدور الكبيرة من أجل تجهيز الوجبة الطازجة لهم.
سيدات من القارة السمراء، هن من يعملن في الطبخ والبيع أيضا لا وجود لعاملين ذكور، هم من المشترين ومتناولي تلك الوجبات فقط، وتتمتع أولئك النسوة في الغالب ببنية جسدية قوية، وتحمل عال لضغط العمل، وحرارة الأجواء، ويعملن بحركة سريعة في الطبخ، وتجهيز الوجبات، ومع تلك الوجبات يسوقّن للمشروبات الغازية والمياه وبعض مستلزمات الحجاج.
ولا تغيب طقوس البيع والشراء والتعامل الأفريقية عن ذلك السوق، فهم يتعاملون مع العملات كافة: الأفريقية والسعودية والدولار أيضا، ويتقاضين مبالغ معقولة لتلك الوجبات، ويشير محمد إسماعيل داود، الذي أتى من قرية جفالام شمال شرق نيجيريا، ويتحدث بالعربية بشكل مقبول أن تلك الطقوس تشبه ما يشاهده في قريته، وأن الوافدين إلى ذلك السوق يجدون ما يبحثون عنه من وجباتهم المفضلة، وتلك التي تعودوا عليها في بلدانهم، ويوضح داود أن أغلب تلك البائعات يأتين من أفريقيا للحج ويعملن في التجارة أيضا، وأن النساء الأفريقيات يعملن بشكل أكبر من الرجال في ذلك المجال، ويقول داود إن إقامة مثل هذا السوق أصبح عادة سنوية للحجاج والبائعين أيضا، وإن هناك منافسة من قبل تلك النسوة على من تكسب أكثر في الحج؛ نظرا للظروف الاقتصادية التي يعيشونها في بلدانهم، وللكلفة العالية للحاج الواحد القادم من هناك.
فيما يكشف أمين عبدالرزاق، أن أغلب المواد المستخدمة في الطبخ تكون من مكة المكرمة، وهناك مواد خاصة تأتي من أفريقيا، ويسمح لهم بحملها في الطائرات التي يأتون عبرها، ويضيف أمين أن توجه الحجاج للشراء يأتي ضمن معرفة الحجاج بتلك الوجبات، التي لا تتعدى مكوناتها الطحين والأرز واللحم.