المتفحص لوجوه الحجاج، يستطيع دون عناء التعرف على السوريين منهم.. فالحزن الذي يرسم ملامحهم، والدمع الذي يفيض من أعينهم، والقهر الذي يزم شفاههم، جميعها مظاهر تكشف عن "أرواحهم المرهقة" وهويتهم الجريحة.
عند الخط الفاصل بين منى ومزدلفة، وتحت جسر قطار المشاعر تحديدا، التقت "الوطن" أمس عائلة سورية من "إدلب".. تساقط الألم وكثير من الدموع في حديث أفرادها عن قصص مأساوية حدثت لهم في محافظتهم.
"محمد" والد العائلة، "ثمانيني" تحدث بحرقة عن قصة فقده لأخيه وابن أخيه على أيدي "شبيحة النظام"، واستجمع الثمانيني قواه، وقال: "كنا نعيش سنوات طوالا في نعيم وخير، حتى لو أن أموالنا قليلة، لكن كنا ننام آمنين، الآن فقدنا الأمان والأقرباء".
كان بين العائلة المكونة من سيدتين وطفل ورجلين، همام الذي سيكمل عامه الثاني قريبا، وهو حفيد محمد.. قالت جدته: معنى اسمه يدل على الشجاعة، وأكملت السيدة ذات الـ70 عاما حديثها والكلمات تشبه تجاعيد وجهها الحزين، وهي تتحدث عن ابن أختها قائلة: "لقد قطعوا رجله! كيف لبشار أن ينام هانئا بعد كل هذا الدمار؟" وأكملت "فقدنا أكثر من 40 شابا من أقاربنا".
وزادت السيدة: النظام الدولي يكتفي بتجريم الأسد عبر الإعلام، دون ردع، مضيفة "التدخل الدولي كان بجبن، وهذا ما جعل الأسد يزيد من طغيانه، يبدو أن رؤساء الدول يقومون بتصفية حساباتهم على حساب دماء أبناء الشعب السوري".
"أبو همام"، أصغر أبناء العائلة، يعمل في الرياض، واستقبل والديه وزوجته وابنه بتأشيرة زيارة لأداء الحج عن طريق تركيا، أما زوجته "أم همام" فبحسرة تحدثت عن مقتل والدها وإلقاء جثته عند مقدمة باب منزلهم، وأردفت بحرقة "لم يكتفوا بقتل والدي، بل قتلوا أخي أيضا".
المتأمل في وجوه الحجاج، يستطيع بسهولة التعرف على حجاج سورية.. فملامح الحزن التي ترتسم عليها تكشف هويتهم.
بين قواعد جسر قطار المشاعر، وعند الخط الفاصل بين منى ومزدلفة، التقت "الوطن" إحدى العائلات السورية، التي روت تفاصيل وصولهم إلى المشاعر المقدسة، وتحدثت ألماً عن روايات محافظة إدلب التي شهدت الكثير من الأحداث المأساوية.
والد العائلة "محمد" يبلغ من العمر 80 عاما، قبل أن يتحدث كانت عيناه أبلغ حزنا، وشفتاه أكثر قهرا، وهو يروي قصة فقد أخيه وابن أخيه على يد "الشبيحة" كما وصفهم، استجمع الشيخ قواه وقال: "كنا نعيش سنوات طوالاً في نعيم وخير، حتى لو أن أموالنا قليلة، لكن كنا ننام آمنين ونصلي آمنين، ونسافر عن ديارنا ونعلم أن عائلاتنا سيكونون بخير، الآن فقدنا الأمان والأقرباء".
كان بين العائلة المكونة من سيدتين وطفل ورجلين، همام الذي سيكمل عامه الثاني قريبا، وهو حفيد محمد.. قالت جدته: معنى اسمه يدل على الشجاعة والعزيمة، وسيكون يوما بطلا في سورية يدافع عن الحق، ويدحر الباطل.
أكملت السيدة ذات الـ70 عاما حديثها لـ"الوطن"، بتجاعيد وجهها الحزين، وتحدثت عن ابن إحدى أخواتها، الذي سجن في لبنان مؤخرا دون ذنب، إلا لأنه ضد نظام الأسد الغاشم.. توقفت عن الحديث ودموعها تسبق روايتها، قبل أن تكمل "لقد قطعوا رجله! كيف لبشار أن ينام هنيئا وهو قد خلف كل هذا الدمار في بلاده".
وتحدثت السيدة عن "كيماوي الأسد" وعن مجازر عدة، وقالت: "فقدنا أكثر من 40 شابا من المقربين لنا نعدهم شهداء للدفاع عن الحق رحمهم الله، والأسد أطلق على شعبه الكيماوي بحجة أنه يريد إبادة الإرهابيين، لم يعلم أن شعبه يراه واحدا من عناصر الإرهاب".
وزادت السيدة، النظام الدولي يكتفي بتجريم أعمال الأسد عبر وسائل الإعلام، ويتراجعون عن ردعه، مضيفة "التدخل الدولي كان بجبن، وهذا ما جعل الأسد يزيد من طغيانه، يبدو أن رؤساء الدول يقومون بتصفية حساباتهم على حساب دماء أبناء الشعب السوري".
أبو همام، شاب سوري هو أصغر أبناء العائلة يعمل في الرياض، استقبل والديه وزوجته بتأشيرة زيارة حتى يتمكنوا من أداء فريضة الحج عن طريق تركيا، أكد في حديثه لـ"الوطن"، أنه كان على اتصال بزملائه في إدلب أول من أمس، الذين وصفوا له حالهم بـ"المأساوي" وأنهم يعانون كثيرا من قلة المؤن، وكثرة القتل.
أما زوجته أم همام فاختارت الحديث عن مقتل والدها، الذي قتل على يد النظام، ورمي عند مقدمة باب منزلهم في إدلب، قالت بحرقة "لم يكتفوا بقتل والدي، بل قتلوا أخي أيضا، ورموا جثته على الطريق دون رحمة، لو استشعر العالم وجعل دماء السوريين كدمائهم لما بقينا على حالنا".
السيدة ذات الـ70 عاما، ختمت حديثها داعية بلسان كل اللاجئين السوريين، بأن يعيد الله الأمان إلى بلادهم؛ ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم التي يقطنونها منذ 80 عاما.