قتل حوالي 50 مقاتلا خلال ثلاثة أيام من المعارك هذا الأسبوع بين جهاديين وعناصر من الجيش السوري الحر المعارض في حلب (شمال)، نما يلقي الضوء مرة أخرى على الخلافات بين هاتين المجموعتين اللتين تقاتلان نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن المعارك جرت بين الخميس والسبت بين مسلحي دولة الإسلام في العراق والشام التابعة للقاعدة وتضم في غالبيتها جهاديين أجانب، وكتيبة تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من دول عربية وغربية.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن "إن 30 مقاتلا على الأقل من سرايا الأبابيل و14 من دولة الإسلام في العراق والشام قتلوا في المعارك، وهذه الحصيلة يمكن أن ترتفع".

ووقعت الاشتباكات في بستان الباشا (شمال) ومساكن هنانو (شرق) وهي من المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد. وتمكنت دولة الإسلام في العراق والشام المتشددة من فرض الشريعة الإسلامية، إثر معارك من الاستيلاء على مقار سرايا الأبابيل ونصبت حواجزها في هذه المناطق.

وفي السياق، أكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي أمس أن المنظمة أجلت مساء السبت نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء من مدينة معضمية الشام التي تعد أحد معاقل المعارضة المسلحة في غرب العاصمة دمشق. وقال عرقسوسي إن المنظمة "أقلت نحو 1500 مواطن أغلبهم من الأطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم إلى مراكز الإيواء"، مشيرا إلى أنهم "كانوا في حالة إعياء وخوف شديدين". ولفت إلى أن المنظمة أمنت نقل عدد من المواطنين الذين "آثروا عدم الذهاب إلى مراكز الإيواء" إلى الأماكن التي يرغبون في اللجوء إليها. وأوضح أن "فريق المنظمة قام بتقديم الرعاية الصحية للمدنيين الذين كانوا محرومين منها منذ فترة طويلة" بمساعدة 30 متطوعا شارك في العملية.

وتتهم المعارضة السورية القوات السورية النظامية بفرض حصار خانق على البلدة منذ أشهر، مما أدى إلى وفاة عدد من المدنيين، فيما تؤكد السلطات السورية من جهتها أن مسلحي المعارضة يحتجزون سكان البلدة.

إلى ذلك، خطف ستة من عناصر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضو في الهلال الأحمر السوري في شمال سورية، بحسب ما أعلنت أمس متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت. وقالت سمر القاضي "إن ستة من أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوا سورية في الهلال الأحمر فقدوا في عملية خطف بينما كانوا عائدين من إدلب ومتجهين إلى دمشق".

من جهته قال إيوان واتسون المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، مقر المنظمة، "لا نعرف من خطفهم، إنهم رجال مسلحون لم تعرف هوياتهم". وأضاف واتسون إن اللجنة ليست لها أي اتصال بالمسلحين المجهولين لكنها تناشدهم الإفراج عن المخطوفين السبعة على الفور. ورفض الكشف عن جنسيات المخطوفين أو جنسهم في الوقت الحالي. ومضى يقول "نطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن هذا الفريق الذي كان يقدم المساعدة الإنسانية للأشخاص الأكثر احتياجا. ونحن نفعل ذلك على جانبي خطوط المواجهة".

وحمل النظام، مسلحي المعارضة مسؤولية الخطف، وأنهم أطلقوا النار على قافلتهم وخطفوهم ونقلوهم إلى مكان غير معلوم.