التفكير هو ورشة عمل الناجحين، أفرادا ومؤسسات، والتفكير لا يحتاج إلى ميزانيات وترتيبات، ولا اجتماعات مطولة في عصر التقنيات الحديثة.

أمضينا عقدا من الزمن نعايش تطور التقنيات، وكنا وما زلنا نقف مبهورين منها ومن سرعتها في التطور وتيسير الخدمات، وقدرتها على تهميش بعض آليات العمل البدائية، دون أن نفكر في مسابقتها وتسييرها حسب حاجتنا، باستثناء بعض الخطوات الفردية.

ولو ـ التي تفتح باب الشيطان ـ فكرنا باستخدام التقنيات الحديثة، لكان الطالب اليوم يكتب واجباته بـ"الآيباد"، ولا يحمل أثقالا على ظهره، ويتواصل مع معلمه بـ"الواتس أب"، ويتصفح أي كتاب يريده من مكتبة "التعليم" الإلكترونية، وهو يلعب بجهازه اللوحي.

ولو تعاملنا مع التقنية بجدية لضبطنا آليات العمل بأقل جهد، وأكثر جودة، ولما وجدنا شخصا يغيب عن العمل بحجة إضافة مولود أو إنهاء معاملة في أي إدارة حكومية، ولقضينا على جزء كبير من زحام الطرقات، وخففنا عن الموظفين الكثير من العمل وزدنا مستوى الإنتاجية.

الأحوال المدنية تقدمت خطوات كثيرة في التقنية وبقي القليل، فكانت إحصاءات الأحوال المدنية تقول، إن إدارات الأحوال بالمملكة تستقبل 800 ألف طلب "برنت" خلال 6 أشهر فقط، وتحتاج إلى مليون و600 ألف "مشوار" بالسيارة من وإلى فروع الأحوال، وقد ألغت تلك "المشاوير" بخدماتها الإلكترونية، فكيف لو أصبحت كل الخدمات إلكترونية..؟

تعجبني أي "فكرة" حتى لو كان تطبيقها مستحيلا، وتعجبني المؤسسة التي تسعى لتطبيق الأفكار الجديدة حتى لو لم تنجح؛ لأن التجربة معمل الناجح.

قبل أيام أجرت "الإمارات" الاختبارات التجريبية لاستخدام الطائرات العمودية من دون طيار "الدرونز" في تقديم مجموعة من الخدمات الحكومية التي تخطط لإطلاقها مستقبلا، مثل إيصال الوثائق الحكومية للمتعاملين ومراقبة الطرق، ومتابعة مشاريع البنية التحتية، وتنفيذ المسوحات الجغرافية وغيرها.

وقال حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال حضوره التجارب: "نريد الوصول إلى الناس قبل أن يصلوا إلينا، وتقريب المسافات، واختصار الأوقات، وزيادة فاعلية، وسهولة الخدمات"، هنا فقط نستطيع أن نسميها حكومة "ذكية"، وهو الأمر الذي تسعى إليه كل الحكومات.

أمام هذه الخطوة هل سنعد إيصال الوثائق عبر "البريد" تطورا؟