الثالثة تابتة، هذا هو العنوان الأبرز والأكبر والأبلغ في تحليلات ونقاشات المتابعين من جميع الميول لأهم ديربي بين النصر والهلال غدا، والذي قد يحسم لقب دوري جميل (رسميا) أو يؤجله (حسابيا).

هذا الديربي غير مسبوق في عوامل الإثارة والتشويق، و(جنون) كرة القدم، ومن البديهي أن نقول إنه ثالث ديربي هذا الموسم بعد أن كسب النصر المواجهتين السابقتين بنتيجة واحدة (1/2) وبسيناريو متشابه، الأول قبل 90 يوما، في الدور الأول من دوري جميل، والثاني قبل 20 يوما في نهائي كأس ولي العهد، والأخير كان بمثابة (بطولتين) بين الفريقين المتنافسين تقليديا، وجماهيريا.

وغدا، بطولة خاصة جدا للفائز ستبقى راسخة في الأذهان تكتب بماء الذهب، فالنصر يكفيه التعادل للاحتفال بلقب طال انتظاره سنوات وسنوات، فما بالكم إذا فاز وسجل الفوز الثالث على هلال يدربه (سامي الجابر) في أقل من 90 يوما..! بل سيسجل الفوز أسبقية عن غيره في حسم الدوري قبل ثلاث جولات بفارق (12 نقطة)، أو (10 نقاط) إذا تعادل، على أن يكون التتويج (رسميا) في المباراة المقبلة أمام الاتحاد أو التي تليها أمام الشباب حسب رغبة إدارة النصر.

أما إذا فاز الهلال فيكون سامي كسر حاجز الخسارة، وأجل حسم النصر للقب، بل أدخل الرعب في قلوب النصراويين أنه في حالة الخسارة من الاتحاد ثم الشباب وفوز الهلال على الشعلة ثم النهضة يعني حسابات زرقاء في آخر جولة للقب طار (منطقيا) وأدائيا منذ شهر وأكثر..!

هذه المعايير والمعادلات والأمنيات والأحلام الزرقاء، يقابلها منطق أصفر يحرق أوراق المنافس، لكن (جنون) كرة القدم (قد) يكون له حضور غير مسبوق لصالح (جن الملاعب) أمام صهيل (فارس نجد)، هذه الألقاب التاريخية، ربما تبرز في عناوين مباراة الغد وما تلاها، مع رجاحة مطلقة لنصر كارينيو وفيصل بن تركي.

النصر الذي أكل الجو عن البقية، يرنو إلى أن يحسم اللقب غدا قبل توقف الدوري ليكمل قصة (سَنَة النصر)، في طريقه للبطولة الثالثة (كأس خادم الحرمين الشريفين "كأس الملك") - التي ما زال البعض يسمونها (كأس الأبطال)، وهذا خطأ - مع التأكيد على أن تحقيقه لدوري جميل بعد كأس ولي العهد كاف لأن يكون النجم الأول والأجمل والأقوى.

الهلال سيقاتل لإنقاذ موسمه على الأقل بعدم الخسارة ثلاث مرات من المنافس الكبير العائد بقوة، مع إمكانية ملاقاة النصر في الدور ربع النهائي لكأس الملك، في حالة الفوز على الزلفي، والنصر على الشباب في دور الثمانية، وحتى ذلك الحين ننتظر التطورات والأحداث بعد ديربي الغد.

الهلال والنصر حكاية لا تنتهي، تتجدد فصولها مهما طال الزمن في واجهة الأحداث، ونجم واحد في الناديين يشغل العالم الرياضي محليا وخليجيا وعربيا، وليس أدل ولا أقوى ولا أسوأ أيضا مما يحدث لسامي الجابر، الذي حقق أرقاما قياسية مديحا ونقدا وذما، واسمه يتردد في كل وسائل الإعلام بشكل لافت، وسيكون الأكثر حضورا في مباراة الغد.

وفي المقابل، فإن كارينيو حظي بنسبة طاغية في تحقيق النجاحات وجمال الأداء وحسن التعامل، وسيبقى اسمه مرصعا بالذهب في برواز خاص جدا بعد أن أسهم بقوة في عودة النصر.

ولن أتحدث عن أي معطيات فنية، فقد تنقلب الأمور رأسا على عقب في أول دقيقة أو آخر دقيقة دون مقدمات، مثلما حدث في مباراتي الفريقين المشار إليهما في الدور الأول ونهائي الكأس.

أمنياتنا بديربي غاية في الجمال والإثارة.