قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الوطن" إن حركة "حماس" بدأت بإعادة رسم خارطة تحالفاتها من جديد، لتعود إلى التحالف مع إيران وحزب الله وترطيب علاقاتها مع سورية.

وأشارت إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل كلف بهذه المهمة عضو مكتب الحركة محمد نصر، الذي تمكن أخيرا من إعادة ترميم العلاقات مع حزب الله اللبناني، وهو ما مكن من إعادة فتح أبواب إيران أمام الحركة، بما قد يمهد لزيارة قريبة يقوم بها مشعل إلى إيران.

وبدأت تظهر أولى معالم التغيير في الخطاب الذي ألقاه مشعل أمام مؤسسة القدس الدولية، الذي أكد فيه على خيار "الكفاح المسلح" واعتباره أن لا فائدة من المسار السياسي وسط إشارات إلى إعادة ترميم العلاقات مع سورية.

وعلمت "الوطن" أن قياديين من "حماس" في غزة على رأسهم محمود الزهار وجهوا اللوم إلى مشعل على الوضع الذي وجدت فيه الحركة نفسها بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي.

وكان مشعل قاد في السنوات الأخيرة الماضية تيارا في الحركة دفع باتجاه الابتعاد عن محور إيران وحزب الله، ومن ثم غادر بقيادة "حماس" من دمشق إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن رفض أن يقف إلى جانب النظام السوري، وهو ما أغضب حزب الله وإيران، التي أوقفت إلى حد كبير مساعداتها إلى "حماس".

وسعى مشعل لبناء تحالفات جديدة للحركة، لا سيما بعد نجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات المصرية، وهو ما أعطاه قوة دفع في مواجهة خصومه في الحركة، إلا أن التطورات في مصر عززت من موقف خصومه في الحركة.

وتسبب ابتعاد "حماس" عن إيران إلى خسارة مساعدات مالية تصل إلى 250 مليون دولار سنويا.

وزاد ذلك من الأعباء المالية على الحركة التي وجدت نفسها حتى دون مساعدات شعبية، بعد أن باتت توجه إلى المواطنين في سورية، فيما أدى إغلاق الأنفاق بين قطاع غزة ومصر إلى خسارة آخر مصادر دخلها، مما أدخل الحكومة المقالة في غزة في أزمة مالية غير مسبوقة.

وقد لوحظ أن وسائل الإعلام التابعة لحزب الله وإيران غيرت في الأيام القليلة الماضية من موقفها المنتقد لـ"حماس" إلى موقف المدافع، مما يشير إلى أن تغيرا يجري فعلا في تحالف علاقات "حماس" مع حزب الله وإيران.

من جهة ثانية، عدّ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،

د. صائب عريقات، أن "استمرار الحكومة الإسرائيلية بطرح عطاءات استيطانية، التي كان آخرها 58 وحدة استيطانية في مستوطنة بيسجات زئيف في القدس الشرقية المحتلة، تعني تدمير عملية السلام".

ودعا عريقات "المجتمع الدولي للاستمرار ببذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق ووقف هذه السياسات كافة التي تهدف إلى الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي".

وقد اقتحم نحو 70 مستوطنا توزعوا على أربع مجموعات على اقتحام المسجد الأقصى المبارك أمس، حيث نظموا جولة في باحاته من بينها مجموعة بلغ عددها 23 مستوطنا وأخرى 28 بقيادة المتطرف اليهودي يهودا كليك.

وشهد المسجد حالة غضب شديدة في ظل وجود وانتشار مكثف لضباط وشرطة الاحتلال في ساحات المسجد وعلى بواباته الخارجية.

وأقدم عدد من الشبان اليهود من الجماعات المتطرفة فجر أمس، على الاعتداء على مسجد قرية برقة شمال شرق رام الله، ورسم شعار نجمة داود وعبارات تنتقم للجندي الإسرائيلي تومر حزان الذي قتل في قلقيلية مؤخرا.