لا يخلو مسلسل كويتي واحد ـ منذ ما يقرب من خمس سنوات سابقة ـ من مخدرات وعلاقات خيانة وسجون وفلل فخمة في غاية الترف.
الدراما الكويتية لم تعد الدراما التي كبرنا وأعيننا مفتوحة عليها على الآخر، بل صارت دراما لا تقدم فنا، بل تؤخر الفن وسواه.
أقول هذا الكلام لأني أعرف تمام المعرفة قيمة الريادة الفنية الكويتية على مستوى الخليج العربي، وإنها كانت فاتحة الدراما والمسرح والفن الجميل، في وقت كانت نظيراتها في مدن الخليج نائمة ملء السمع والبصر والشمّ.
تألق وريادة الفن الكويتي مسرحا ودراما آنذاك، كان هو المحفز الحقيقي لظهور المسرح والدراما في دول الخليج الأخرى، ولا أبالغ إن قلت إن ثقل الكويت الفني بالنسبة للخليج كثقل مصر الفني بالنسبة للعالم العربي. لم تكن الدراما الكويتية آنذاك مجرد قائمة مسلسلات كوميدية، بل كانت دراما متنوعة في أشكالها ومضامينها، لكن الذي كان يجمعها كلها الجودة الفنية العالية، من نصوص إلى تمثيل إلى إخراج، وحتى الجانب الكوميدي فيها كان أكثر نضجا فنيا من الآن وبمراحل.
الذي حدث في الفترة الأخيرة، هو انتكاسة.
تقول إن الدراما الكويتية دخلت في مسألة الدراما التسويقية وليس الدراما من أجل الدراما، ولأن الدراما التسويقية عينها مفتوحة على الأرباح ولا تهتم للجودة الفنية، نتجت لنا عشرات المسلسلات الكويتية التي لا قيمة فنية لها، ولا قضية، ولا طعم، ولا مُشاهد. وأظن أن لا أحد يشاهدها سوى من يمثلون بها ويخرجونها.
المصيبة أن هذه الدراما تسيء جدا إلى المجتمع الكويتي الحبيب، وهي تُظهر المجتمع الكويتي وكأنه مجتمع ليس فيه إلا جريمة وخيانات وعلاقات مشبوهة وسجون ومخدرات وثراء فاحش، وليس به أي زاوية صغيرة يدخل منها الضوء ويخرج.