كشفت قيادة أركان الجيش السوري الحر لـ"الوطن" أن موسكو أخذت على عاتقها أخيرا، صيانة طائرات الأسد المقاتلة "سوخوي" روسية الصنع، في خطوة وضعتها ضمن عقود عسكرية تبرمها مع نظام دمشق. وأكدت أن بعض تلك الطائرات تم استخدامها في قتل السوريين بالكيماوي. وقدّر المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر لؤي المقداد، في تصريحات إلى "الوطن"، ما تمكَّن نظام دمشق من إرساله لموسكو من طائرات لإعادة تعميرها، وإعادتها للخدمة باثنتي عشرة طائرة، أعادت روسيا منها 4 بعد أن أجرت لها الصيانة اللازمة التي تبقيها في الخدمة ضمن صفوف القوة الجوية لنظام الأسد. وأفصح المقداد عن أن إحدى الدول الفاعلة في الأزمة السورية، أبلغت موسكو برصدها لهذه التحركات، لكن الأخيرة تملصت وزعمت أن ذلك يأتي في إطار عقود استراتيجية سبق أن أبرمتها مع نظام الأسد، قبل الأزمة. وأضاف المعارض السوري أن تلك الدولة طالبت النظام الروسي بوقف دعم الأسد بالسلاح، بعيدا عن ذريعة أن ذلك يدخل في عقود عسكرية مبرمة مسبقا مع نظام الأسد، لكن موسكو رفضت ذلك بصورة قطعية".

ولم تمر هذه المعلومات على قيادة أركان الجيش السوري الحر بسلام، إذ أبلغت عدة دول بأن ذلك يعني أو يُفسر "مشاركة روسيا، في سفك دم الشعب السوري"، في رسالة أبلغها اللواء سليم إدريس قائد أركان الجيش الحر، إلى تلك الدول.

ويتم إرسال مقاتلات "سوخوي" ـ طبقا للمقداد ـ عبر بوارج روسية ترسو على الساحل السوري الغربي المطل على البحر الأبيض المتوسط، من خلال قاعدة طرطوس البحرية، ليتم نقلها بعد ذلك إلى موسكو، وبالتالي إعادة تعميرها من جديد، وإدخالها الخدمة مرة ثانية. وهدد المقداد بأن النظام الجديد لن يكون ملزما بدفع قيمة تلك العقود التي تقول موسكو إنها أبرمتها مع الحكومة السورية حال ذهاب الأسد. وتساءل "كيف يُمكن أن تسمح روسيا باستخدام هذه الطائرات في قتل الشعب السوري، وتضع ذلك في إطار مصالح مشتركة مع نظام الأسد؟ بالنسبة لنا نقول وبصوت مرتفع، لن نمنح روسيا دولارا واحدا بمجرد سقوط النظام. وإذا كان الروس يظنون أن عقود التسليح ستكون ملزمة لأي حكومة تأتي بعد الأسد فهم مخطئون، ولن نقبل بدفع دولار واحد منها؛ لأنها ليست عقود تسليح، بل عقود قتل للشعب السوري، الذي يراهم الآن شركاء في قتلهم وتدمير بلادهم".

وتعدّ طائرات "سوخوي" من أفضل الطائرات المقاتلة، وتعرف باسم "طائرة التفوق الجوي"، وهو ما يعني أنها تتمتع بدقة متناهية في إصابة الأهداف، نظرا لتجهيزاتها عالية الدقة، من حيث قابليتها لأي تحسين يطرأ في أنظمة الطيران الخارجية والداخلية. كما تمتاز بالقدرة على حمل قنابل ذات أوزان ثقيلة، ويدخل في ذلك الإطار إمكانية إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا كيماوية، وهو ما حدث فعلا على الأرض، خلال الأزمة، حين استخدمت تلك الطائرات في 64 غارة كيماوية، وثقتها في حينها قوى الثورة والمعارضة لنظام بشار الأسد.

ويملك نظام الأسد عمليا، وبحسب معهد دراسات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأميركية، قرابة 600 طائرة مقاتلة، ما بين دفاعية وهجومية، وحوامة عمودية، فيما خسر جراء الحرب، قرابة 147 طائرة، بعد أن أدخلت قوات الأسد، عنصر الطيران المقاتل لقمع الثورة.

وفي سياق ميداني، أصيب جنديان إسرائيليان أمس جراء إطلاق نيران في هضبة الجولان المحتلة. وأعلنت مصادر أمنية إسرائيلية أن الجيش العبري رد على مصدر النيران دون المزيد من التفاصيل، إلا أن موقع "واي نت" الإخباري الإلكتروني أشار إلى أن جنديا أصيب بشظية من انفجار قذيفة، بينما أصيب الآخر بالصدمة.