شدد القاص فهد المصبح على أن "القصة" تقرأ ولا تسمع، وأن الأمسيات الأدبية تخالف ذلك التوجه الأدبي "المتعارف عليه"، داعياً إلى إيقاف قراءة "القصص" في المحافل العامة والخاصة.
وأكد القاص المصبح، خلال حديثه مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي في أمسية بعنوان"قصة وتجربة"، أدارها عضو مجلس إدارة النادي عبدالجليل الحافظ: أن "الأذن العربية" سماعية، وتطرب للشعر، وهو ما قد يتوافق مع السماع والقراءة، مبيناً أن الرواية والقصة "أقدم" من الشعر، متطرقاً في ذلك إلى قصص الأنبياء الأوليين، وأن الحياة قصة، معترفاً بفشله في كتابة "الشعر".
واكتفى المصبح خلال الأمسية بقراءة قصة واحدة فقط، ورفض الاستجابة لطلب الحضور بقراءة قصة "أخرى" في الأمسية، وجاء عنوان القصة التي قرأها: "اليوم ولد محفوظ .. حكاية". بدوره أشار القاص محمد البشير في القراءة النقدية لتجربة المصبح القصصية، إلى أن المصبح يعتبر راوياً لحقبة من التأريخ الأحسائي، فلا أحد أقدر على كتابة تاريخ الأحساء من الأحسائيين أنفسهم، ولأن الأحساء أخذت نصيبها من التأريخ إلا أن الحياة فيها الهامشي، الذي لا يلقي له المؤرخ بالاً، فلا أقدر من الروائي للعب هذا الدور، مضيفاً أن المصبح ثري برصيد قصصي قدره 7 مجاميع قصصية ورواية يتيمة، وحقق قفزة نوعية ما بين أول مجموعة قصصية "صاحب السيارة البرتقالية"، وآخرها "المعلقة".
وذكر البشير أن رواية "الأوصياء" للمصبح، لها بعدين زماني ومكاني، أو البعد الزماني قبيل سنة الرحمة وتقدر ببداية القرن المنصرم، وتمتد أحداث الرواية حتى الستينات، وهي فترة زمنية تقترب من 40 عاماً، وأحداثها تسير بطريقة سردية انسيابية متسلسلة دون عودة إلى الخلف بتقنية الارتجاع الفني أو استخدام تقنيات سينمائية تنقلك من زمن إلى آخر فتقنية الرواية السردية تبدأ من سرد الأم لصغيرها. والبعد المكاني محصور بالأحساء خصوصاً من خلال ما نقرأه من عادات وتقاليد، ويقلص ذلك البعد المكاني بدائرة أضيق وهي "الهفوف" من خلال ذكر الأماكن المتناثرة كعين الخدود وقافلة الهفوف.
كما قدم القاص عبدالله النصر قراءة نقدية لقصص المصبح ذكر فيها: أن على القارئ "أن يحذر قراءتها باسترخاء فقد تهاجم". وأبان أن المصبح يراهن دائماً على الفن القصصي باعتباره هاجساً إنسانياً نبيلاً يحقق معادلة المتعة والفائدة معاً، إلى جانب الفن للفن. وسلم نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان إلى القاص المصبح درع النادي، فيما سلم المصبح إلى نادي الأحساء صورة تذكارية تجمعه مع الأديب نجيب محفوظ خلال لقائهما في عام 1989.