- هي ليست لعبة يلهو بها الصغار قليلا ثم لا يلبثون أن يملوا منها أو يكبروا فيهجروها ولا يبقى منها إلا الذكريات.

- كلا.. بل هي نار تحرق.. وبحر يغرق.. ولا يجوز الاقتراب منها أبدا.

- أتحدث عن "العنصرية" التي لا ينبغي التعامل معها على أنها مجرد سجالات إعلامية، وحماس جماهيري يجني منها البعض مكاسب وقتية.. كلا فالأمر أكبر من ذلك وأخطر، ولا ينبغي الاقتراب منها أبدا.

- ليس من حق أي أحد نعت أي إنسان ووصفه بأنه ينتمي لهذه الدولة أو تلك "مع احترامنا لجميع الدول"؛ لأن ذلك يعدّ تجريدا له من وطنيته وجنسيته وهو أمر لا يحق لأي أحد فعله.

- إنها كرة قدم.. ينبغي لها أن تقرب لا أن تبعد.. وتزيد من حبنا لبعضنا وليس العكس.. فلماذا نحملها ما لا تحتمل، لدرجة أن بعض الصحف من خارج الحدود تحدثت عن هذا الأمر، وخاضت مع الخائضين في حديثه الذي يجب علينا أن نخوض في حديث غيره إن أردنا اللحاق بركب الأمم المتطورة.

- العنصرية خطر حقيقي يهدد الرياضة، ويقتل أهدافها النبيلة، ولهذا جاءت عقوبات الاتحاد الدولي "فيفا" بخصوصها صارمة جدا، ولكن دعونا نكون أكثر واقعية، ونناقش هذا الأمر بتوسع أكبر؛ لأنه طالما حصرنا الألفاظ العنصرية في بيئة الملاعب والجماهير الرياضية، فإننا "نبسط" المشكلة ولا يمكن أن نحلها أبدا.

- لماذا لا نعترف أن العنصرية في رياضتنا ما هي إلا انعكاس لعنصريتنا كمجتمع في جميع المجالات.

- ألسنا نحن أصحاب التصنيفات "العجيبة والغريبة" التي نرضعها من ثقافتنا فينشأ ناشئ الفتيان فينا عليها.

- "هذا بدوي، وذاك حضري، وهذا صفر سبعة، وأولئك طرش بحر، وهؤلاء عبيد، وهذا قبيلي، وذاك دون أصل، وهذا 110، وذاك 220"..!! وغيرها من الألفاظ "العنصرية" التي نسمعها بشكل يومي في كل مكان في مجتمعنا.. في البيت والمدرسة في الجامعة والشارع وفي "سواليف الشيبان" وألعاب الأطفال.. وفي غيرها من الأماكن.. نسمعها ويمارسها كثيرون في غير ما جهة دونما استنكار.. فلما تمر بنا في الرياضة يجن جنوننا وتصحو الفضيلة النائمة في أعماق النفوس وكأننا نسمعها للمرة الأولى، فنشجب ونستنكر ونزبد ونرعد، متناسين أن الرياضة هي مجرد انعكاس لحال المجتمع ككل.

- أنا هنا لا أبرر للعنصرية الصادرة في المجال الرياضي.. كلا بل إنني أطالب بأشد العقوبات تجاهها، ولكنني في المقابل لا أريد عند حديثنا عن العنصرية أن نكتفي بالعقوبات فقط، ونغض الطرف عن علاجها. وعندما نتحدث عن العلاج فالمشكلة ليست خاصة بالرياضة فقط، ولا يمكن أن تحل من خلالها وحدها، بل لا بد من تظافر جميع الجهود للقضاء على هذا الداء الخطير.