سامي محفز قوي للكتابة عنه يوميا، قضاياه لا تنتهي، والجدل حوله يطول ويمتد ساعة بعد أخرى، ونجاحه من عدمه قضية القضايا بين محبيه ومترصديه.
وإزاء ما يتعرض له على جميع الأصعدة، ماذا لو "استقال" ليريح ويستريح؟
أجزم أن استقالته ـ إن تمت ـ اليوم أو بعد خسائر قادمة، أو في عز تألق فريقه، أو بعد انتهاء موسمه الأول، ستكون ردة فعل المترصدين له واحدة، أما محبوه فسينقسمون، دون تهميش العقلانيين.
وعلى الصعيد الفني، قد يتعرض سامي لـ"أسوأ الاحتمالات"، ويخسر أمام النصر في الجولة المقبلة، لتكون ثالث خسارة من المنافس العائد للمنصات "النصر"، وقد تمتد للرابعة إذا واصل الفريقان الفوز في كأس خادم الحرمين الشريفين والتقيا في ربع النهائي، وفي المقابل قد يقلب الطاولة ويحقق الأهم في هذا التوقيت. وفي مقام الخسائر يبرز السؤال الأكثر أهمية: هل تصمد الإدارة وأعضاء الشرف الداعمون لسامي أمام أي خسارة من النصر؟!
هنا نستذكر الخسارة في الدور الأول وما تبعها من زعزعة، ثم الخسارة "الذهبية" في نهائي كأس ولي العهد.
ولمزيد من الضغوط تتواتر يوميا أخبار صحفية بتنحية الجابر، بعضها تستهدفه دون أدنى مصداقية. وبعضها ذات صلة بوجود انقسام داخل البيت الأزرق، خاصة بعد تأكيد "رئيس النادي" الأمير عبدالرحمن بن مساعد، بوجود هلاليين يتمنون فشل سامي، هذا التصريح هو الأخطر على سامي، وزاد من فجوة الداخل، وهو خطأ استراتيجي من الرئيس.
أيضا صحف عربية اهتمت بقضايا سامي، ويوم أمس نشرت "الوطن" تقريرا من صحف مصرية تتنبأ بإقالة المدرب سامي، وفي صحف خليجية انبرى كتاب لإبداء آرائهم، أحدهم "أحمد أبو الشايب" في جريدة "الإمارات اليوم" يستغرب وبشدة ما يتعرض له سامي من إساءات.
ومن جانبها، أجرت صحف يمنية تحقيقات بشأن ما ورد في بيانه الذي رد به على الإساءة له ولعائلته عبر تقرير جماهيري في "العربية – برنامج في المرمى"، بعبارة تشير إلى أن أصله "يمني" وظهرت سابقا بين فترة وأخرى، فوجد أنه لا بد من بيان في ظل توسع الأذى إلى عائلته، ولكن أخوة في اليمن الشقيق ضاقوا ذرعا، إما أنهم انساقوا خلف ما يعج به مجتمعنا أو أنهم فهموا غير ما قرؤوا، وبدوري عدت وقرأت البيان أكثر من مرة، فلم أجد أي إساءة لليمن، مستشهدا بأهم عبارة في البيان: ".. لذا ما يتم من محاولة نسب هذه العائلة الكريمة لأي دولة عربية هو أمر مخجل، والسبب أنه عار من الصحة ولا أصل له ، فكل البلاد العربية لها من التاريخ والحضارة ما يجعل أبناءها يفاخرون بالانتساب لها، ولكن عندما يتم ترويج مثل هذه التفاهات لشق الصفوف وتقسيم أي وطن كان، فهنا يجب أن نقول لكل عابث توقف فهناك خطوط حمراء، فهناك الكثير من الأمور هي أكثر أهمية وأعلى في درجة الأولوية من مكاسب جماهيرية في مجال الرياضة".
وهنا أؤكد أن مشكلة كثيرين، أنهم يقفون عند كلمة أو كلمتين، ويبنون عليها آراء تتطور إلى حروب كلامية، وإلى أبعد من ذلك دون دراية.
سامي ـ وبعد اللغط المتنامي منذ فترة طويلة ـ أراد أن يقطع دابر هذه الشكوك والملاحقة البغيضة، فصدر بيانه التاريخي، محترما كل الشعوب والقبائل.
** أختم، بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب".