سنحت لي فرصة ثمينة الأسبوع الماضي لزيارة معرض "إثراء المعرفة" الذي نظمته بشكل متقن شركة (أرامكو) بجدة.. موقع المعرض بلغت مساحته 170,000 متر مربع، منها 10,000 متر على هيئة عدد من الخيام الجميلة، تضمنت ست فعاليات رئيسة.. الخيمة الأولى خيمة "ألف اختراع واختراع"، التي أقيمت بغرض تعزيز الهوية الثقافية، وتجذير الحضارة الإسلامية. والثانية خيمة "أستوديو المبدعين" التي أقيمت لأول مرة في المملكة، وكان الغرض منها تدريب وتطوير قدرات المشاركين على مهارات التصوير والإنتاج الإعلامي. والثالثة خيمة "قرية السلامة المرورية" التي رأيت في داخلها الفرح في عين كل طفل خاصة وهو يزهو -ذكر أو أنثى- باستلام (رخصة قيادة) -افتراضية- بعد التدرب على أصول السلامة المرورية. والرابعة خيمة "قهوة الفن" المشتملة على جناح أسماء الله الحسنى، وورشة تعليم الخط العربي بإشراف أبرز الخطاطين. والخامسة خيمة "العروض المسرحية". والسادسة خيمة (كفاءة الطاقة) وهذه -في نظري- أكثر أجنحة المعرض شدا للانتباه والتركيز.

خيمة الطاقة التي أقيمت بالتعاون مع (المركز السعودي لكفاءة الطاقة)، لفتت النظر إلى أمور حياتية نعايشها بشكل يومي، كتلك التي رأيتها في قسم "منزل الطاقة بشفافية"، وتعلمت هناك كثيرا مما كنت في أمس الحاجة لمعرفته، ونقله هنا.. تعلمت أن السعودي يعتبر من أكثر شعوب العالم استهلاكا للطاقة، بسبب ما يرتكبه من سلوكيات وعادات خاطئة أسهمت وتسهم في هدر الطاقة، وتعلمت أن المملكة تنتج -حسب الإحصائيات- أكثر من 12% من الطلب العالمي للبترول، إلا أن المواطنين والمقيمين على ثراها يستهلكون ما يقارب ربع هذه الكمية محليا، كما أن نسبة النمو في الطلب على الطاقة في السعودية تصل إلى 7% سنويا، وهذه النسبة تعد نسبة عالية جدا بجميع المعايير.

إن هذا المذكور آنفا -وغيره كثير- يستوجب منا التعرف على أهمية الوسائل البديلة لإنتاج الطاقة، والتي يمكن لو أحسنا استخدامها، وطبقنا التوصيات الخاصة بذلك أن نقوم بتوفير ما يقرب من 40% من فاتورة الكهرباء.

التوصيات التي قدمها متطوعون أكفاء في قالب توعوي وبلغة مبسطة اجتذبت الزوار، ومن أهم توصياتهم استعمال الإضاءة المبنية على تقنية (إل إي دي) LED، التي أثبتت أن مصابيح إل إي دي بدلا من الإضاءة التقليدية تساعد في توفير كمية ضخمة من الطاقة، وأنها ليست موفرة للطاقة أثناء استخدامها فحسب؛ وإنما تتميز بفترة صلاحية أطول بكثير، ما يعني عدد مرات استبدال أقل بمرور الوقت.. من التوصيات المهمة استعمال بطاقة كفاءة الطاقة 6 نجوم (المكيف، غسالة الملابس، الثلاجة)، والتي تهدف إلى توعية المستهلك وتزويده بالمعلومات الضرورية عن كفاءة الجهاز قبل شرائه لمساعدته في اختيار جهاز ذي كفاءة عالية، وأقل استهلاكاً للطاقة الكهربائية، والآن وبحسب أوامر وزارة التجارة والصناعة نراها مثبتة على الأجهزة الكهربائية المنزلية بصورة واضحة، مما يمكن للمستهلك رؤية المحتويات بكل سهولة، فكلما زاد عدد النجوم، زادت كفاءة استهلاك الطاقة، وبالتالي تخفيض فاتورة الكهرباء كثيرا، ومن النصائح الحيوية الأخرى تنظيف فلتر جهاز التكييف مرتين في الشهر، والذي يقلل من فاتورة الكهرباء الشهرية إلى 7%، وكذلك تخفيف الوزن في الغسالات الكهربائية، والتي اعتبرت من أكثر الأجهزة المنزلية استخداما للطاقة الكهربائية.. أرجوكم علموا من حولكم ذلك، توفرون على أنفسكم، وعلى غيركم، وعلى الكرة الأرضية كلها.