عند الاستعراض الأولي لخارطة "المسابقات الإلكترونية"، فإن المعلومة التي يحاول القائمون عليها تعزيزيها أو تسويقها هي الدور المعرفي المتنامي لشبكة الإنترنت في المنطقة العربية على وجه العموم، وبشكل خاص في المنطقة الخليجية.
ليست هناك قائمة واحدة مستنسخة في صورة تلك المسابقات، بل مواضيع متعددة ومتنوعة في التقنية، والتصوير الفوتوجرافي، والتصاميم الفنية، والأسئلة العامة، والتفوق الدراسي، والبحوث المتخصصة، بل أضحى القائمون والمشرفون على الجوائز يتنافسون فيما بينهم في تجويد مواقعهم الإلكترونية لجذب أكبر عدد من المهتمين إليها.
المتخصص في هذا النوع من "المسابقات الإلكترونية" فريد العشي يشير في سياق حديثه إلى "الوطن"، إلى أن تطور وسائل الاتصال، ودخول وسائط الإعلام الجديد، أعطى زخما علميا ومعرفيا كبيرا لطريقة تأسيس الجيل الجديد في تلقي المعلومة، وهذا هو الوتر – بحسب العشي- الذي استطاعت من خلاله تلك المسابقات الانتشار الواسع.
وبحسب المواقع المتخصصة في رصد "المسابقات الإلكترونية"، فإن حجم التنافس بينهما متصاعد إلى درجة عالية، بهدف استقطاب أكبر قدر ممكن من متصفحي الشبكة العنبوتية، وميزة التنافسية تتمثل في عدد من الأمور بعضها يحمل صبغة الجانب الفني (التقني)، وأخرى تتحدد في شكل المسابقة المعرفية، وذلك من حيث تصميم واجهة المواقع، والأيقونات المتقدمة في الموقع، وفكرة الجائزة ونوعيتها المعرفية، ومدى قربها من فكر ومواضيع الشباب بين سن 18 إلى 25 عاماً، وهنا تحديداً يؤكد المتخصص العشي أن فهم عقليات الشباب هو القياس الذي يمكن من خلاله معرفة نجاح موقع "المسابقة الإلكترنية" من عدمه.
نقطة أخرى يمكن ملاحظتها تتحدد في مدى قدرة تسويق مواقع تلك المسابقات، باستخدام وسائط الإعلام الجديد "فيسبوك، وتويتر"، وموقع تنزيل مقاطع الفيديو العالمي المجاني (اليوتيوب)، في إيصال فكرة المسابقة ورسالتها القيمية إلى الجمهور المستهدف، ويحددها المشرف العام على جائزة الشيخ مران بن قويد للإبداع العلمي الدكتور محمد بن مران لـ"الوطن"، الذي يشير إلى أن شبكات الإعلام الجديد لعبت دورا كبيراً في تسويق الجائزة، نظير المرتبة المتقدمة لاستخدام السعوديين وبخاصة الشباب لتلك الوسائط. وأضاف: "استطعنا مثلاً تسويق جائزتنا بشكل كبير عبر صناعة بعض المقاطع الخاصة عن الجائزة في موقع اليوتيوب، وهو ما أعطانا فرصة كبيرة في تعريف الناس بما نقدمه من فئات الجائزة، على المستوى المحلي، التي تتخصص في التفوق الدراسي وحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية لثلاث سنوات متتالية".
كما يرى الدكتور محمد أن مواصفات مواقع المسابقات الإلكترونية، وبخاصة في التسجيل هي أهم عامل تقني حيوي، في جلب المهتمين، مشيراً إلى أن بعض المواقع قد تكون فكرتها جيدة من حيث المحتوى، إلا أن التسجيل في المسابقة رسمياً يأخذ بُعدا تعقيديا كبيرا، والنتيجة النهائية ببساطة هي خروج المستهدف من المسابقة وعدم تفاعله معها.
استخدامات الإنترنت المرتفعة في السعودية، وامتلاك عدد غير قليل لأجهزة حاسب منزلية، أو حواسب محمولة، أو الأجهزة الذكية، إضافة إلى الامتلاك الهائل في أجهزة الهواتف الذكية المزودة بخدمة الاتصال بالإنترنت، كانت عوامل رئيسية في انتشار فكرة "المسابقات الإلكترونية"، محلياً، بل تتجاوز بحسب عدد من المتخصصين التقنيين، دولا عربية وخليجية أخرى في هذا الجانب.
زاوية أخرى محددة توضحها طبيعة تلك المسابقات، وهي مدى التناول المعرفي للمحتويات التي تقدمها، وإسهامات الجرعات المعلوماتية التي تقدمها للمتصفحين، وهو ما يطلق عليه بـ"الهدف منها"، إضافة إلى الجدية في مفهوم الجوائز المقدمة للفائزين، وهو ما يشار إليه بـ"المصداقية" التي تحملها أمام الجمهور.