في رأيي أن: "سباق الهجن، الأوبريت، الفعاليات الثقافية، أجنحة القرية الشعبية"، هي المكونات الرئيسة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية".. الأول ينتهي سريعا كما بدأ، بينما الثاني تكمن الإشادة به قبل بدايته، في حين أن الفعاليات الثقافية لست إلا وجبة دسمة للقناة الثقافية السعودية، أما الأخير فهو عشق الجماهير.

العامل المشترك بين تلك المحددات أو المكونات، هو إشكالية التناول الإعلامي، فسباق الهجن أجزم أن تغطيته الإعلامية كما هي منذ بدايته بتقديم أحد مذيعي القناة الأولى بصحبة شاعرين، وكأن المناسبة على طريقة الأجزاء فهذا العام هو الجزء رقم (40).

الأوبريت كان أفضل حالا بطبيعة الحال، ففي كل عام ثمة شاعر لكتابة النص، ولكن لم يخرج العمل الفني من عباءة الرقص والخلفيات المصورة والخيول المسومة وهتافات العرضة النجدية في نهاية الأداء، والحقيقة لا أعلم لماذا لا تخرج الجنادرية من هذا التصور إلى مساحة أرحب، بأن يكون الأوبريت نصف ساعة مثلا وبتقنيات 3D، أو طريقة النوافير المائية، بتجسيد العمل الدرامي من خلالها؟

أما فيما يخص الفعاليات الثقافية والأجنحة المشاركة على أرض القرية الشعبية، فالجمهور الداخلي والخارجي يتطلع من وسائل الإعلام، خاصة التلفزيونية منها إلى اختزال الكم الهائل من الفعاليات إلى قصص ميدانية احترافية توصل الفكرة والدلالة، وتعمق الارتباط بالموروث الشعبي، وليس بإبراز الجهات المشاركة بطريقة مبتذلة لا قيمة لها.

الصورة النمطية لغالبية زوار القرية الشعبية في مهرجان الجنادرية هي "البحث عن الهدايا والأكل والطرب"، فمن يتحمل تغيير هذا الانطباع والسلوك السلبي.. هل هي وسائل الإعلام أم منظمو الجنادرية أم كلاهما؟