بعد تسلم حزب الله لأجزاء من ترسانة الأسد الكيماوية، كشف برلماني لبناني لـ"الوطن"، أن الحزب يمتلك منصات لإطلاق صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل "رؤوس كيماوية".
وأكد النائب خالد الضاهر، أن الحرس الثوري الإيراني أشرف على بناء تلك المنصات، لافتا إلى أن تلك القواعد تتركز في "جنوب الهرمل، جرود صنين المحاذية لبعلبك، ومناطق أخرى محاذية لعكار"، وغيرها من المواقع، مشيرا إلى أن من بينها مواقع "تحت الأرض"، تم تصميمها على يد الحرس الثوري الإيراني، الذي يدير حزب الله اللبناني، ويضعه في محل "منفّذ للسياسة الإيرانية في المنطقة"، على حد وصفه.
وفيما أعلن الائتلاف الوطني السوري في بيان له عن عدم قبوله التفاوض مع نظام الأسد دونما ضمانات، علق المعارض السوري البارز بسام جعارة، على نية بشار الأسد ترشحه لولاية ثالثة وأنها برسم الشعب وحده، بالقول "إن ذلك لا يتجاوز كونه ذرًّا للرماد في العيون ومناورة جديدة للبقاء أكبر وقت ممكن في السلطة".
كشفت لـ"الوطن" مصادر لبنانية على اطلاعٍ وثيق على تحركات حزب الله اللبناني في سورية، أن الحزب يملك قواعد لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى، تضاف إلى ترسانة كيماوية، حصل عليها من نظام بشار الأسد. وأكد عضو تيار المستقبل بالبرلمان اللبناني خالد الضاهر لـ"الوطن"، أن تلك القواعد أشرف على بنائها الحرس الثوري الإيراني. وأوضح أن تلك القواعد، لديها القدرة على استخدام صواريخ بعيدة المدى، يحمل بعضها "رؤوساً كيمائية".
وربط الضاهر بين هذه المعلومات، وتهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله مؤخرا، بأن "إسرائيل ستواجه ما لم تره من قبل"، في إشارةٍ إلى إمكانية بلوغ تلك الصواريخ مدناً إسرائيلية، بما فيها العاصمة تل أبيب.
وحدد البرلماني عددا من المواقع التي تحتضن تلك القواعد، منها على سبيل المثال "جنوب الهرمل، جرود صنين المحاذية لبعلبك، ومناطق أخرى محاذية لعكار"، بينها مواقع "تحت الأرض"، تم تصميمها على يد الحرس الثوري الإيراني. وأضاف "نعتبر تلك القواعد تهديدا لاستقرار المنطقة، بل وتخدم المشروع الإيراني، وهذا الأمر قادنا أكثر من مرة إلى طلب المجتمع الدولي، وضع مواقع الحزب العسكرية تحت رقابته". وتابع الضاهر بإن "هناك مناطق لا يستطيع أي شخص دخولها أو الاقتراب منها، وهذا يؤشر على خطورة ما تحويه تلك المواقع، التي نجزم أنها قواعد صواريخ بعيدة المدى، تأتمر بأمر حزب الله فقط دون غيره".
وكانت "الوطن" كشفت أخيرا عن عمليات نقل النظام لأجزاء من الترسانة الكيماوية، إلى أبرز حلفائه في المنطقة، "حزب الله، وبغداد"، في محاولة إلى الاحتفاظ بأكبر قدر من تلك الترسانة، التي أمضت دمشق في تأسيسها قرابة أربعة عقود. وجاء ذلك بعد الكشف عن عمليات تهريب السلاح الكيماوي التي قدرتها مصادر "الوطن" حينها بقرابة طنٍ من غاز السارين المحرم دولياًّ، وهو ما دعا نواباً في البرلمان اللبناني، إلى المطالبة بضرورة أن يضع المجتمع الدولي مواقع حزب الله تحت سلطته الرقابية أسوة بدمشق.
من جهة أخرى، ما أن أعلن الرئيس بشار الأسد، أنه سيضع ترشحه لولاية ثالثة، بعد عامين وأكثر من حرب أهلكت الحرث والنسل، برسم الشعب، خرجت المعارضة لتصف ما جاء على لسان من تصفه بـ"مجرم الحرب"، بأنه "قائد رفع معنويات.. لا أكثر". واعتبرت تلميح الأسد إلى بقائه في السلطة، لا يتجاوز كونه ذرًّا للرماد في العيون، للتغطية على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب، ومناورةً جديدة منه للبقاء أكبر قدر من الوقت في السلطة.
وقال المعارض السوري بسام جعارة لـ"الوطن" أمس: "الأسد بات يتحدى العالم الآن، لأنه ضمن أن يد العدالة الدولية ربما لن تقترب منه رغم الجرائم التي ارتكبها، لكننا نقول، إن ذلك لن يحدث، وسيُجر إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبته وأركان نظامه. أما حديثه عن الترشح لولاية ثالثة، فنؤكد، أن ذلك لن يتم حتى إن كلفنا هذا الأمر كثيراً، ومهما طال الأمد".
وفيما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس عن تزويد نظام دمشق لها بمعلومات إضافية، عن ترسانتها الكيماوية، قالت الخارجية الروسية: إن ميزان القوى داخل المعارضة المسلحة يتغير لمصلحة من وصفتهم بـ"الإسلاميين". ورأى جعارة ذلك "تهويلاً روسياًّ مُتعمدا. لخلق فزّاعة تسمى "الإرهاب"، ليتحول في نهاية المطاف الأسد، إلى شريك في مكافحة هذه الآفة".
ميدانياًّ، أبدت المعارضة استعدادها لضبط المعابر الحدودية مع الأردن، وهي المنطقة التي تشهد معارك كرٍ وفر بين الجيش الحر والنظامي، في محاولة من الأخير لاستعادة ما خسره من تلك المنافذ البرية.
ودخل عامل "المحاسبة" بقوة على رايات المتظاهرين، الذين رفعوا رايات تنادي بمحاسبة من نعتوهم بـ"مجرمي الحرب"، في مظاهرات شهدتها دير الزور ودرعا، على وقع شن طيران الأسد الحربي، لغارات جوية على مدن عدة.