فرقت قوات الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع أمس مجموعات من طلاب الإخوان المسلمين حاولوا دخول ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة، الذي أصبح بالنسبة لهم رمزا سياسيا.
وجدد الإسلاميون تحديهم لقادة الجيش بإعلانهم التظاهر اليوم في ذكرى مرور 40 عاما على نصر أكتوبر في 1973 في كافة أنحاء البلاد وخاصة بميدان التحرير، في حين دعا معارضوهم إلى الاحتشاد احتفالا بالذكرى. وحذرت وزارة الداخلية أمس جماعة الإخوان المسلمين من "تعكير أجواء احتفالات الشعب بذكرى انتصار أكتوبر". وقالت إن قوات الأمن "ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر وفق ما يكفله لها القانون".
وعشية الاحتفال فرضت قوات الجيش والشرطة إجراءات أمنية مُشددة، في كافة الميادين والمحافظات، خاصة على طول قناة السويس، وأغلقت جميع المنافذ والطرق المؤدية إلى تلك الميادين، لمنع دخول أعضاء الجماعة المحظورة. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان أمس، إنها لن تسمح بتحويل احتفالات المصريين إلى شأن هدام.
يأتي هذا في الوقت الذي فرضت فيه الداخلية إجراءات أمنية مشددة، أمام جميع أقسام الشرطة والمنشآت الحيوية. وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن الرصاص الحي بانتظار كل من يقترب من أقسام الشرطة.
وفي سياق متصل، قال مصدر مسؤول بميناء رفح البري إنه تم غلق الميناء أمس من الجانبين المصري والفلسطيني، بمناسبة عطلة 6 أكتوبر. وأضاف المصدر في تصريح اليوم أنه سيتم افتتاح المعبر عقب صدور تعليمات أخرى، مشيرا إلى أنه تم افتتاحه خلال الأيام الماضية لاستقبال الحجاج الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة ومواصلة طريقهم إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج عن طريق مطار القاهرة الدولي.
من ناحية أخرى، استقبل شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب البابا تواضرس الثاني بابا الإسكندرية، بمقر مشيخة الأزهر. وقال مدير الدعوة بالأزهر الدكتور عبد العزيز النجار، إن لقاء الطيب وبابا الإسكندرية دليل على الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء يعد رسالة لأميركا وتركيا ودول العالم، بأن الشعب المصري على قلب رجل واحد، وأنه لن تنجح محاولاتهم لإثارة الفتنة بمصر.
إلى ذلك، أمرت نيابة أول مدينة نصر أمس برئاسة المستشار أحمد حنفي، بتجديد حبس محمد رمضان المشهور إعلاميًا بـ "قناص الإخوان"، 15 يومًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بإطلاق النار على قوات الشرطة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية. وكشفت تحقيقات النيابة أن المتهم كان ضمن مجموعات من القناصة الذين استعانت بهم جماعة الإخوان لاستهداف الشرطة من أعلى الأسطح المحيطة بمنطقة رابعة العدوية. واعترف المتهم بأنه تلقى أوامر من قيادات الإخوان وتحديداً من قيادات الإخوان، محمد البلتاجي وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، باستهداف رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين حاولوا فض الاعتصام، إضافة إلى قتل أكبر عدد من المتظاهرين المنتمين إلى تنظيم الإخوان. وأسندت النيابة إلى المتهم تهمة القتل العمد بقصد الإرهاب، والانضمام إلى عصابة إرهابية تهدف إلى تكدير السلم والأمن العام.
من ناحية أخرى، لقي 4 من العناصر الإرهابية المسلحة مصرعهم في تبادل لإطلاق النار، مع عناصر التأمين التابعة للقوات المسلحة عند كمين أمني بمنطقة تقاطع وصلة سرابيوم مع طريق "القاهرة ـ الإسماعيلية" الصحراوي، وبتفتيش العربة التي يستقلونها عثر بداخلها على بندقيتين آليتين وكمية من الذخائر.
وكانت عناصر الجيش الثاني الميداني نجحت في القبض على 6 من العناصر الإجرامية التي استهدفت إحدى دوريات التأمين بطريق "الإسماعيلية ـ القاهرة الصحراوي"، ما أسفر عن استشهاد ضابط صف ومجند وإصابة جنديين آخرين. كما اعتقلت عناصر الجيش الثاني 2 من المنفذين للهجوم أثناء محاولتهما الهروب داخل سيارتين، وباستجوابهما أقرا بمشاركتهما في الحادث وأرشدا إلى باقي العناصر الإرهابية المنفذة للهجوم.
وبتكثيف الكمائن والإجراءات الأمنية ونقاط التفتيش على الطرق ومحاور التحرك التي يمكن الهروب من خلالها، تمكنت عناصر التأمين من القبض على 4 من العناصر المتورطة بالهجوم داخل سيارة بطريق الإسماعيلية أبوصوير تبين أنهم من المقيمين بالعريش والشيخ زويد وجار عرضهم على النيابات المختصة.