مع ظروف الحياة اليومية وبعد يوم شاق وحافل.. قبل النوم لا بد من متسع لصلاة الوتر, ومناجاة الخالق المصور العزيز الرحيم، مع ضغط الدوام، لا بد من متسع للسوالف مع صديق وإضفاء جو من المرح.

مع كثرة الأخبار السياسية المقلقة، لا بد من متسع للضحك مع قفشات عادل إمام، مع المحافظة على نظام غذائي صحي.. لا بد من متسع لوجبة دسمة. مع انشغالنا بالاتصالات والرسائل في هواتفنا النقالة.. لا بد من متسع للعبة دكتور سبيد.

مع ازدحامنا في هذا الكوكب الصغير ..لا بد من متسع لك ولي فكن صديقي، عندما تلعن وتسب الغرب ليلا ونهارا.. ثم تفتخر بحصولك على شهادة دراسات عليا من أحد جامعاتهم فهذا تناقض!

عندما تدعو لمقاطعة الغرب والانعزال عن العالم .. ثم تستمتع بالدوري الإسباني والإنجليزي والألماني وتشجع لاعبيه أكثر من الأوروبيين أنفسهم .. فهذا تناقض!

عندما تسب وتستهزئ بالحضارة الغربية وتقول إنها حضارة فحش ورأسمالية بدون استثناء .. ثم تقود سيارتك (الشيفروليه) وتلبس نظارة (الري بان) وساعة (الرادو) وتعالج ابنك بمعدات صنعوها و(بنج ) صنعه ذلك اليهودي! ..فهذا هو التناقض بعينه!

ما هو خطك الأحمر؟ لكل مجتمع أو دولة خط أحمر يتقيد به من يعيش في كنفه .. على سبيل المثال: في بريطانيا العائلة المالكة خط أحمر.. في أميركا البحرية والعلم ومحرقة اليهود! في بلادي, صنعنا العديد من الخطوط الحمراء والأسلاك الشائكة ..بعضها يستحق ذلك وبعضها لا يستحق، نعم التعرض لديننا الحنيف غير مقبول, التعرض للعلماء غير مقبول أيضا. لكن عندما أنتقد من يلقب نفسه شيخا لاستغلاله البسطاء والسذج لتحقيق أهدافه الدنيوية البغيضة, فأنا لا أقع في خانة المستهزئين بالدين, لأنه لا يمثل الدين وإنما يمثل نفسه.. فأنا لا أنتقد الدين وإنما أنتقد شخصه أو جانبا من شخصيته. وعندما أنتقد المسؤول الفلاني لتقصيره في عمله, فأنا لا أهاجمه شخصياً بل أنتقد طريقة عمله.. والقصد من ذلك تقويمه ولكي يعود إلى رشده ويخدم الناس و(يحلل راتبه) ولا عجب أن يستخدم الفاسدون والمنافقون ورقة التعميم والرمز للدائرة الأكبر وليس للانتقاد الشخصي لهم فقط! فالصهاينة ما زالوا يستخدمون المحرقة كورقة ضغط في ألمانيا وأميركا وحتى فلسطين!