عندما يكون منافسك في كرة القدم من النوعية التي لديها حظ في كل الأوقات فلا يمكن أن تتنبأ بتحقيق شيء إلا عندما تحققه فعلا.

الهلال عرف بالحظ الكبير في كثير من بطولاته وإنجازاته ومبارياته، وبالتالي فالأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر يعرف هذا جيدا، وعندما كرر عليه السؤال عن فوز النصر ببطولة الدوري وأن الأمر حُسم، والمسألة وقت فقط، قال: "لن أؤكد ذلك حتى أرى الكأس في مقر النادي"، نعم منطقيا النصر هو بطل الدوري والفارق الفني واضح جدا، والفارق النقطي أوضح لكن إذا كان خصمك ومنافسك الهلال فلا تجب الثقة في أي شيء حتى تنتهي البطولة.

بل إنني أذهب لما ذهب إليه الأمير فيصل بن تركي من أن البطولة لن تصبح حقيقة نصراوية إلا عندما يكون كأس الدوري في مقر النادي والأمثلة والشواهد كثيرة.

تحقيق بطولة الدوري (جميل) أصبح الهدف الأسمى للنصراويين، ولذلك هم لن يركنوا لأي ترشيحات أو تأكيدات حتى يتحقق ذلك فعليا على أرض الواقع، وإن كانت كل المؤشرات تدل على أن كأس الدوري سيذهب للعريجاء الغربي مقر النصر العالمي، وتطمح جماهير النصر في إضافة كأس الملك الغالي عبدالله بن عبدالعزيز وكأس السوبر لكي تكون رباعية تاريخية لفيصل بن تركي ولنادي النصر، هذا النادي العريق بتاريخه ونجومه وإنجازاته وجماهيره العظيمة، التي صنعت فارقا حقيقيا هذا الموسم، وجعلت نكهة المنافسة مختلفة كليا، ولكن هذا الأمر يحتاج جهودا مضاعفة واستمرارية وفكرا عاليا لدى اللاعبين أنهم يستطيعون تحقيق كل ذلك ومن ثم ستكون البطولات الأربع في الدولاب الأصفر.

ما زلت عند رأيي أن دوري هذا الموسم هو الأمتع والأميز فنيا منذ عشر سنوات، والمنافسة الشرسة بين الكبيرين النصر والهلال زادته لمعانا وبريقا وتفاعلية وحضور الجماهير وتفاعله زاده روعة وبهاء.

طبعا هناك من سيذهب إلى أنه دوري ضعيف لعدم منافسة الشباب والاتحاد والأهلي، لكن الحقيقة أن هذه الأندية لم تستطع المنافسة، وانطلق الفريقان الأفضل وتجاوزا الجميع بفارق شاسع واسع، وهذا الأمر يحدث في معظم الدول، حيث تكون المنافسة محصورة بين فريقين أو ثلاثة فقط وتستمر لسنوات طويلة وتكون هذه المنافسة ممتعة وجذابة كما حدث هذا الموسم عندما استعاد الفارس عافيته ونضجه وأصبح فرس الرهان، ودانت له كأس ولي العهد وأصبح قريبا من بطولة الدوري (بدون الحظ إياه)، وسيكون حضوره بدون جدال مبهرا في كأس الملك.

لا شك أن تخطيط فيصل بن تركي يذهب بعيدا عن تحقيق بطولات محلية، هو كما أعرفه يفكر في جعل النصر الأول في آسيا، وهذا يتطلب بطولة دوري أبطال آسيا ومشاركة ثانية في المونديال، يعني بالعربي يجب عقد جمعية عمومية غير عادية عاجلة وتزكية كحيلان لأربع سنوات مقبلة، تجعله يكمل برنامجه وخططه واستراتيجيته لعودة العالمي إلى وضعه الطبيعي الكامل.