ستبقى الولايات المتحدة في القاموس الوطني العراقي دولة احتلال ،بالرغم من الغلاف البراق الذي يحاول الرئيس باراك أوباما تغليف العمليات الأخيرة لانسحاب القوات ، تحت مسمى إنهاء العمليات القتالية ، وإرساله نائبه جو بايدن للإشراف على العملية الانسحابية ، قبل أن يتفرغ للعملية السياسية في العراق ، وفي طليعتها الإسهام في تشكيل الحكومة التي طال انتظارها.
سيبقى الجنود الأمريكيون هدفا للمقاومة العراقية الشريفة ، إن في شوارع بغداد أو الفلوجة أوكربلاء والنجف أو الموصل ,أو في الصحارى والمجمعات المعزولة حيث يتجمع 50 الف جندي ، طالما بقيت للعراقي ذاكرة.
حوّل الاحتلال الأمريكي العراق من دولة غنية ورائدة في المجالات المعرفية ،إلى دولة ترعى أبناءها الأمم المتحدة غذائيا ، تستعطي المنظمات الإغاثية الدولية لإطعامهم ، وهي البلد الذي يعوم على بحر من الخيرات الطبيعية من نفط وزراعة.
كان العراق مكتفيا، رغم العقوبات والحصار الذي جلبه النظام السابق ، لم يمد يده إلى الخارج ، ولم يتشرد شعبه بين الأردن وسوريا ولبنان وسائر الدول العربية والأروبية ، ولم تغزه المفاسد ، وبقيت بيوته نظيفة في أخلاقها ، إلى أن جاء الاحتلال فشُرعت الدعارة بحجة الحاجة والعوز، وبات بعض أبناء هذا البلد العريق يتسكعون على أرصفة عواصم عربية وأجنبية.
هذا بعض ما قدمه الاحتلال الأمريكي بعد سبع سنوات ونصف للعراق ، ناهيك عن الجرح المذهبي الكبير الذي خلقه بين الإخوة والذي لن تمحه خطابات المالكي وغيره من المسؤولين العراقيين.