سنوات والنقاد والجماهير يحاصرون مسؤولي الملاعب والرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم ورابطة المحترفين بأرقام الحضور، وعدم تصديق ما يعلن (رسميا) في المباريات.

وحتى اليوم مازالت الأخبار والمعلومات تتضارب، وتشوه باتهامات من هنا وهناك دون حراك حقيقي من قبل المعنيين والمسؤولين، قبل أن تعلن شركة (صلة) المسوق لتذاكر نادي النصر عن آلية جديدة، علقت عليها هنا قبل أسبوعين، بعنوان (جماهير النصر وقضيتان) وهي تؤكد في بندها السادس، "لن تقوم شركة صلة الرياضية بإعلان عدد الحضور في المباريات المقبلة، إلا بعد إطلاع مندوب نادي النصر، وموافقته".

وجاءت مباراة النصر والفيصلي الأسبوع الماضي لتعطي دلالات تؤيد هذا الإجراء، الذي قد يكون محل تساؤلات وشكوك، كما تعودنا، حيث ضربت هذه المباراة، الفردية في كل شيء، الإحصائيات برقم جديد في دوري جميل بحضور 45808، علما أنها (مجانية) من (صلة) احتفالا بكأس ولي العهد.

وهنا أعيد السؤال الذي سبق وطرحته: هل من حق (صلة) أن تقوم بهذا الإجراء على صعيد إعلان الرقم؟!

والعلاقة في هذا المقام بقرار الاتحاد الآسيوي الذي ألزم الاتحادات المحترفة بالإعلان عن الحضور الجماهيري في الدقيقة (60) من عمر المباراة.

وشخصيا مع أي شركة تريد المحافظة على مكتسباتها وحقوق الأندية، لكن هل تم اعتماد هذا الإجراء لجميع الشركات المسوقة للتذاكر أم أن كل ملعب أو ناد يعمل ما يروق له، مثلما يحدث في كثير من الأعمال..!

والرقم المشار إليه أربطه بـ(ديربي) الهلال والنصر في الدور الأول، حيث كان عدد الحضور 40193، وهنا يكبر السؤال: كم كان العدد الحقيقي وخصوصا أن تساؤلات كثيرة حاصرت المسؤولين؟ وهذا يقودني للمقارنة بين (ديربي) مرتقب وبين مباراة من طرف واحد، حتى وإن كانت احتفالية وبالمجان، مع التشديد على أنه يبرهن على ما نشير إليه دائما بشأن جماهيرية الناديين الكبيرة وأنهما في المقدمة، وأربط هذا التعليل بنهائي كأس ولي العهد حيث نفدت التذاكر (عن طريق البريد السعودي) قبل المباراة بيوم وظهرت الإحصائية 62184، مع وجود مئات المشجعين خارج الملعب، حتى أن بعضهم تسلقوا السور الشاهق، ورصدتهم كاميرا القناة الرياضية في منظر غير إنساني وأحدهم حاول مرات وفشل وسقط، مبرزا تذكرته التي اشتراها بأضعاف قيمتها من السوق السوداء ولم يسمح له بالدخول..!!

وهذا يعزز من حقيقة رقم جماهير النصر في مباراة (صلة)، وليس إدارة الملعب.!

هذا الرأي يواكب مقال أول من أمس السبت عن حراك الشركات في تحسين العمل الرياضي، فشركة عبداللطيف جميل (الراعي الرسمي للدوري) وفرت (باعة) في المدرجات لتحل إحدى مشاكل الجماهير التي تبقى نصف يوم في الملعب، وشركة (صلة) تبشر بحل قضية تعداد الجماهير، وتفتح آفاق التخلص من التلاعب، مع أنني أعيد السؤال: هل (مجانية) التذاكر لها دور في الحد من التلاعب بأرقام هذه المباراة؟ أم أن حرص (صلة) كشف حقائق تساءل عنها كثيرون دون أن تنجح الجهات الرسمية في القضاء عليها؟!

وإذا استمرت مباريات النصر تتفرد بالأرقام الصحيحة فإن من شأن الأندية الأخرى أن تقتدي بالنصر وشركة (صلة)، ومن ثم تصبح الجهات الرسمية مجبرة على البحث عن شركات أخرى تحل قضية الدخول والجلوس في مقاعد مرقمة، مثلما تم تسويق تذاكر النهائي عن طريق البريد السعودي بنجاح عدا (تذاكر المنصة).