شدد خبراء بيئيون عرب على ضرورة إطلاق مبادرة عالمية للمحافظة على مياه حوض الخليج العربي، وعلى خلو المنطقة من أية أسلحة دمار شامل أو مفاعلات وأنشطة نووية، مؤكدين أن أية طوارئ لا سمح الله قد تحصل ستؤدي إلى إيقاف عمل محطات تحلية المياه في المنطقة مما سينعكس بالتالي على حركة ونشاط الاقتصاد العالمي.
وأوضح الخبراء المشاركون في ورشة العمل العربية الخاصة بترشيد استهلاك المياه وإعداد المدربين في الوطن العربي والتي تختتم فعالياتها اليوم بجدة، أن قضية المياه في الخليج قضية معقدة وتحتاج إلى تكثيف الجهود المجتمعية لتوعية الشعوب فيها بأهمية الماء وغرس ثقافة الترشيد من خلال برامج وطنية خليجية موحدة تضمن الوصول إلى الحد الأعلى من العمل على ترشيد المياه حتى لا يأتي وقت تعاني فيه هذه الدول من شح المياه.
وقال الأمين العام لجمعية المياه الكويتية الدكتور طارق العبيد، إن الكويت ومن خلال الجمعيات الوطنية تعمل على إعداد المبادرة العالمية للمشاركة في الهاجس الحكومي أو الشعبي لدول المنطقة.
فيما ذكر نائب الرئيس لشركة المياه الوطنية خالد المصبيح، أن المملكة لديها أول مشروع وطني متكامل لترشيد المياه تم اعتماده، ويندرج تحته عدد من القطاعات والجمعيات والمؤسسات والشركات من أجل تفعيل دور البيئة السعودية وتنفيذ برامج ترشيد المياه من خلال المسؤولية الاجتماعية في هذه القطاعات، مما يضمن مستقبل وشعوب المنطقة من الأمن المائي، خاصة وأن المملكة ودول الخليج تعتمد في مصادر المياه على تحلية مياه البحر. ولفت إلى أن قضية عدم الاهتمام في الترشيد سيعمل على استنزاف المورد المائي، وأن شركة المياه الوطنية تعمل من خلال برامجها على تعديل السلوكيات في التعامل مع استخدامات المياه.
من جهتها، أشارت نائبة المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو راس، إلى أن قضية المياه تعد قضية عالمية، وأن الجمعية نفذت برامج نموذجية لاتباع السلوكيات الإيجابية في التعامل مع البيئة وعدم تدهورها. وبينت أن التثقيف المائي المتخصص يحقق الأمن والصحة لمختلف فئات وشرائح المجتمع، كما أن التربية البيئية في الاستخدام الأمثل للمياه تعد أجيالا قابلة لتطوير العادات والقيم الاجتماعية والاقتصادية بما يتناسب مع معطيات الحفاظ على البيئة، وأعلنت أبو راس أن الجمعية اختارت جدة كأول مدينة سعودية تطبق مفاهيم الحس البيئي فيما يقارب عدد المدارس التي سيتم تطبيق مفاهيم الحس البيئي فيها حوالي 2300 مدرسة في مدينة جدة في مختلف المراحل، كما سلمت الجمعية نموذج التطبيق لإدارة التعليم في جدة، حيث سيتم خلال السنوات المقبلة تحويل كل مدارس جدة إلى مدار حس بيئي، ومن ثم تطبيق النموذج في مختلف المدن السعودية.