أكثر من 50 ضحية من مواطنين ومقيمين هي حصيلة من سقطوا قتلى خلال السنوات الخمس الماضية، في طريق العقير الشمالي الممتد من مدينة العيون إلى شاطئ الخليج العربي بطول 70 كلم، وذلك وفق إحصائية حصلت عليها "الوطن"، إضافة إلى الإصابات التي زادت على عدد الضحايا، فالطريق الذي مضى على إنشائه قرابة 35 عاماً لا يزال مفرداً باتجاه واحد، وبصيانة متهالكة في معظم مسافاته.
فرغم أهميته الكبيرة بعدما أصبح الشاطئ الأخضر مقصداً سياحياًّ لسكان المملكة في السنوات الأخيرة، إلا أن الجهات المسؤولة عن "ازدواجه وتأهيله من جديد" لم تعطه الاهتمام الكافي، واتجهت إلى طرق أخرى، على حد تعبير مواطنين فقدوا أقاربهم على هذا الطريق.
وتزداد أهمية الطريق يوماً بعد يوم نتيجة التطورات الأخيرة التي حظي بها الشاطئ من قبل أمانة الأحساء، فأصبح درة خضراء على ضفاف الخليج، تقصده العائلات والشباب أيام العطلات الأسبوعية وغيرها لقربه من التجمعات السكنية في واحة الأحساء، ولكنه مع كل إجازة عيد يفاجئهم بالتهام ضحايا جدد لا ذنب لهم سوى رداءة تنفيذه، وضعف وسائل السلامة فيه.
وقال مواطنون لـ"الوطن": إن توقيع العقد الأخير في محافظة الأحساء لتأسيس شركة تطوير العقير برأسمال يبلغ مليارين و710 ملايين ريال، وعلى مساحة 100 مليون متر، في شواطئ تمتد لمسافة "15" كلم على ساحل الخليج العربي، يمثل نقلة نوعية للشاطئ، وهذا ما سيضاعف الإقبال عليه كثيراً من دول الخليج، فضلاً عن بقية مناطق المملكة، ولكن المفاجأة التي سيصطدم بها الجميع هي كيفية وصولهم للشاطئ عبر طريق متهالك وسيء ومميت في الوقت نفسه.
وكشف المواطن خالد الكليب، من مرتادي الشاطئ والطريق، عن كثرة الحوادث التي شاهدها وأغلبها لعائلات إما عائدة أو ذاهبة للتنزه، لقيت حتفها عليه، موضحاً أن غالبية الحوادث نتيجة لافتقار الطريق إلى وسائل السلامة، ومنها الشباك والعواكس، وبقاء الطريق مفرداً طوال هذه العقود.
إلى ذلك، أشار علي العطية إلى وجود الكثبان الرملية على جانب الكتف الشمالي للطريق بكثرة، إضافة إلى منعطفات تحجب الرؤية عن السائقين، ووجود تلفيات كثيرة بين الوصلات وانعدام تحديد المسار بين الجانبين. من جهته، أكد مدير العلاقات العامة في وزارة النقل عبدالعزيز الصميت لـ"الوطن"، أن طريق العقير مفرد منذ تأسيسه وبأكتاف أسفلتية بطول 77 كلم، وأن تم إدراج إصلاح الطريق ومعالجته ضمن أولويات الصيانة الوقائية للعام المالي 1435/ 1436. وأضاف أن فرق الصيانة تقوم بصيانته ونظافته بشكل دوري، وإزاحة الرمال الزاحفة أولاً بأول.
أما ما يتعلق بإنارة الطريق فهو ليس من اختصاص وزارة النقل. وقال الصميت، إن السياج الشبكي يتم تنفيذه على الطرق السريعة حسب مواصفات الوزارة.