رفع رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز "الكلفة" عن أعضاء مجلس الشورى في مستهل كلمته، وطلب منهم أن يقدموا له الاسئلة بكل شفافية بدون تحرج حتى يكون المواطن على اطلاع بكل ما يدور في هيئة السياحة، وذلك حينما قال إنه لم يأت للمجلس إلا وقد فرغ نفسه لهذا اللقاء وأنه جاء لكونه موظفا وليس مسؤولا، مرحباً بذلك بالنقد البناء من قبل وسائل الإعلام، وقال: الانتقاد لا يولد إلا نجاحا واجتهادا وبذلا في العطاء.
وأجاب الأمير سلطان بن سلمان على أسئلة أعضاء الشورى، وقال في رده بشأن عدم توافر البنى التحتية الملائمة للأماكن السياحية، خصوصاً خارج المدن الكبرى بما لا يمكن القطاع الخاص من الاستثمار، إن القيادة توجه دائما وتذلل العقبات للبدء في توفير البنى التحتية للأماكن السياحية، وأن تشترك الدولة مع القطاع الخاص في ذلك، مشيراً إلى أن مشروع العقير السياحي خير مثال على تلك الشراكة.
وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة أن العمل جار على إنشاء شركة حكومية قابضة يملكها صندوق الاستثمارات العامة لإيصال الخدمات للمناطق السياحية الجديدة، وأن الهيئة جاهزة لتقديم ستة مواقع سياحية جديدة تستطيع الشركة البدء فيها فور إطلاقها، فضلاً عن أنه يوقع قريباً محضر تطوير محافظة الطائف كمنطقة سياحية، إضافة إلى أن هناك خططاً مماثلة لجزيرة فرسان.
وعن تأثير نزع الملكيات لخطط التوسعة في الحرم النبوي على القطاع الفندقي والآثار المحيطة، بين أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين أكدت على الحفاظ على مواقع التراث والآثار وهو ما روعي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مشيراً إلى أن الهيئة ستقوم قريباً بصيانة بئر طوى، وغار حراء ومنطقة جبل أحد ومواقع المعارك الإسلامية في إطار البرنامج.
وعن مدى تأثير الإنفاق السياحي على القطاعات الاقتصادية الأخرى، أوضح أن المليون ريال في مشروع سياحي يولد 5 فرص عمل مباشرة، وأن المردود المتوقع لمشروع العقير رغم التحفظ في التقديرات يقارب 18%، لافتاً إلى قرب الشروع في دراسة ربط سكة الحديد بين الرياض والعقير، وتابع: فرص العمل تزايدت حيث كانت قبل سنوات تقارب 230 ألف وظيفة وزادت حالياً إلى مليون وظيفة تقريباً.
وعن تزايد سياحة المواطنين في خارج المملكة، بين أن الهيئة تلمس وجود المواطنين في خارج المملكة لغرض السياحة، ولكن هناك أيضاً مبالغة فيما تنقله وسائل الإعلام عن أعدادهم، وأردف بالقول "إننا لا نعده فيما مضى ظاهرة سلبية، حيث إن السائح السعودي تعلم من السياحة الخارجية في ترتيب جدوله ومواعيده، ويعود ليدفعنا نحو مزيد من العمل لنطور من أعمالنا والخدمات التي نقدمها..
وأبان أن الهيئة تعمل مع الخطوط الجوية العربية السعودية على توفير المقاعد الكافية للوجهات السياحية، وكذلك مع وزارة النقل على تهيئة الطرق الآمنة للوصول للمناطق السياحية، فيما يجري تطوير لائحة تنظيمية فيما يخص استراحات الطرق وستطبق بحزم، مبيناً أن الهيئة لا تملك حق إجبار من يرغب بالسياحة الخارجية على البقاء في وطنه، لكنها تأمل أن توفر كافة متطلبات المواطنين فيما يخص البنى التحتية السياحية.
وأعرب الأمير سلطان بن سلمان عن أمله في منافسة البلدان المجاورة على الاستئثار بالمواطنين السعوديين، نظراً إلى ضخامة السوق المحلي وكبره بسياحة ما بعد العمرة للقادمين من دول أخرى، وأنه سيتم البدء والتركيز على 65 جنسية في المرحلة الأولى.
وعن فكرة تحول الهيئة إلى وزارة، قال "لسنا معنيين بالمسميات المهم المنجز من العمل"، مبيناً أن الهيئة لديها مجلس إدارة متكامل من مختلف القطاعات الحكومية وتعمل معها كشركاء، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقات وبرامج التعاون، وقعت مع وزارة الشؤون الإسلامية للحفاظ على المساجد التاريخية، وأن هناك اتفاقا يؤمل أن يتم توقيعه مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، فضلا عن أن الهيئة تعمل على الإسراع بإنشاء جمعيات مهنية للقطاعات السياحية مثل الإيواء والسفر ومنظمي الرحلات السياحية والمرشدين، وكذلك في جانب المعارض والمؤتمرات.
وحول إجابته عن سؤال بشأن الرقابة على الفنادق، أوضح سموه أنه تم رصد ما يقارب 10 آلاف مخالفة في الفنادق خلال السنوات الماضية، واتخذ بحقها الإجراءات النظامية ومنها فنادق تملكها الحكومة، وتابع "لقد رصدت بنفسي بعض المخالفات في بعض الفنادق وتم الإجراء ضدها بحزم".
وكشف أن الهيئة تأمل أن تعلن قريباً عن تطوير مسارات جديدة لبرامج سياحية تخص فئتي الشباب والمتقاعدين، وإيجاد عروض سعرية خاصة للمجموعات في الفنادق والشقق، فيما يجري العمل على تطوير الحرف اليدوية ودراسة إمكانية تعريف المواطن بها وتصديرها للخارج.
وحول التنقيب عن الآثار الغارقة في المياه الإقليمية السعودية، بين أن الهيئة تعمل من خلال برنامج تشاركها فيه جامعات عالمية عريقة، وتم اكتشاف سفن قديمة غارقة بالقرب من القنفذة وتبوك ترجع لعصر الرومان.
وتساءل عضو مجلس الشورى فهد بن جمعة حول الأثر المضاعف للإنفاق السياحي على القطاعات السياحية، فرد رئيس الهيئة بأن هناك أرباحا كبيرة في القطاعات السياحية التي يتم تأجيرها، وأن مليون ريال يولد 5 وظائف، و75 وظيفة غير مباشرة، فيما يستحدث مليار ريال 5000 وظيفة، مشيرا إلى تضاعف في عدد الوظائف السياحية، وأن هناك أكثر من 700 ألف وظيفة مستجدة في هذا القطاع.
وأكد عدم وجود شكوى واحدة ضد الهيئة بديوان المظالم على الرغم من إنزال مستوى الخدمة لبعض الفنادق إلى أقل من 5 نجوم، مطالباً إلى عدم استمرار الضخ الإعلامي ضد المملكة بداية كل موسم لصالح دول مجاورة. وأجاب رئيس هيئة السياحة والآثار عن عدد آخر من أسئلة أعضاء مجلس الشورى، مؤكدا سعى الهيئة على التعاون مع الجهات الحكومية لدعم مقومات السياحية، ودعا رئيس المجلس والأعضاء إلى زيارة المواقع السياحية والوقوف على نشاطات الهيئة والجهود التي تقوم بها.