يعمل الكثير من قاطني محافظة الجبيل على تحسين مستوى الخدمات البلدية، عبر عدة طرق، منها ما يدور حاليا حول المطالبة بضرورة إنشاء لجان أحياء تكون مهمتها بلورة تلك المطالب بشكل رسمي، وعبر نافذة واضحة ومعترف بها من قبل الجهات المعنية.
ويرى مواطنون من سكان الجبيل أن الخدمات البلدية بشكل عام غير مرضية، ومن الضروري تحسينها بواسطة لجان الأحياء التي تكون مهمتها الوقوف بشكل مباشر على أي مستجدات تطرأ على الأحياء، وتتسبب في تدني مستوى الخدمات البلدية بشكل عام، كما أن تشكيل لجان أحياء سيعمل على أن تكون مقارا لاجتماعات دورية للأهالي، وقد تسمح بلقاءات مباشرة مع المسؤولين بعيدا عن البيروقراطية التي تعرقل بعض الإدارات الحكومية.
وذكر محمد علي الزهراني، من سكان الجبيل، أن هناك مدنا عدة تتوفر لديها لجان للأحياء تشكّل من قبل مهتمين بمصلحة هذه الأحياء من سكانها، حيث يناقشون كل الأمور المهمة التي تساعد على تميز الأحياء، مقترحا أن يكون في الجبيل توجه لتشكيل هذه اللجان، وتكون مهمتها العمل على تميز الأحياء وتغلبها على كافة المشاكل التي تعاني منها، خاصة الخدمية والتنموية، مثل طفح المجاري وظاهرة سكن العزاب وغيرها، وأن تنطلق هذه الفكرة من داخل جوامع الأحياء المختلفة في المدينة، حيث يتولى الإمام الاجتماع بالأشخاص المؤثرين كرجال الأعمال والمسؤولين والأعيان، وطرح فكرة الأحياء عليهم، وهي فكرة لا بد أن تجد قبولا كبيرا من الناس لأنها تسهل عليهم وتخدم مصالحهم.
كما اعتبر محمد الموسى أن لجان الأحياء فكرة إيجابية ستخدم الأحياء، وتحل الكثير من المشاكل، إلا أنه استدرك بالقول: من المهم أيضا ألا تكون تلك اللجان ملاذا لراغبي البروز ومحبي الظهور، بل يجب أن يتصدى لها أولي الرأي والحكمة والرغبة في العمل الاجتماعي المخلص، فجميل أن تكون هناك اجتماعات دورية تناقش المستجدات وحال الخدمات، وهو أمر سيؤتي ثماره تباعا.
من جهته، رحب المتحدث الرسمي للمجلس البلدي بالجبيل نايف الشمري بفكرة لجان الأحياء، مبينا أنها ستكون ذا فائدة للمواطن وللمسؤولين من خلال حصر السلبيات والعمل على حلها. وكشف أن المجلس البلدي بدأ بالفعل في عقد اجتماعات لأعضاء المجلس مع سكان الأحياء، حيث تم البدء قبل فترة بالاجتماع بسكان حي الصفا لمعرفة المشاكل التي تواجههم في حيهم، وكان هناك تفاعل كبير ومرن من قبل الطرفين. وسيقوم المجلس بتحديد موعد للالتقاء بسكان حي آخر، ويتم استمرار هذه الاجتماعات مع كل الأحياء، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات لم تكن بديلة عن اللقاء السنوي للمجلس مع الجمهور الذي سيستمر هو الآخر.
وبين الشمري أن اللقاء السنوي بين أعضاء المجلس البلدي والجمهور، يكون ذا طابع انتقادي أكثر من كونه لطرح الحلول، في الوقت الذي رحب فيه الشمري بالانتقاد باعتباره طريقا لتصحيح الأمور. وقال إننا نرحب بالنقد الهادف والبناء في المجلس البلدي، مبينا أن أعضاء المجلس يمثلون نخبا من المجتمع ولا يحتاجون للبروز أو الشهرة، مؤكدا أنهم ضحوا بوقتهم وأكثر من ذلك في سبيل وضع الحلول لاحتياجات المحافظة، وهو الأمر الذي يشكرون عليه بحضورهم وتواصلهم المستمر.